تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو جديداً يعتبر الأقرب لموقع التفجير الذي هزَّ مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، وخلَّف مقتل حوالي 100 شخص وجرح 4 آلاف آخرين، الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020.
الفيديو الذي نشره تلفزيون العربية أظهر موقع تفجير بيروت بشكل قريب جداً، ومختلف مراحل التفجير، ومن المحتمل أن يكون مصوِّر الفيديو قد أصيب خلال تصويره للانفجار، خاصة أن اللقطاء أظهرت شظايا داخل المنزل الذي كان يتواجد داخله.
"هيروشيما بيروت": عن طبيعة الانفجار وقطره وامتداد موجته، أوضح العميد الركن المتقاعد بالجيش اللبناني يعرب صخر، أنه "لا يقل عن 7 إلى 8 كيلومترات، ما يدل على أنه حصل فوق الأرض أو ضمن مستودع يحتوي على مواد شديدة الانفجار من مواد سي فور، أو تي إن تي".
أرجع صخر، في حديثه لوكالة الأناضول، سبب الانفجار إلى "اشتعال مجاور أو إهمال أو ظروف الطقس في مخزن أو مستودع يحتوي على مواد شديدة التفجير". ونفى أن تكون لمنظمة "حزب الله" علاقة بالانفجار، وقال: "لا أرجح أن يكون قصفاً لمخازن أسلحة لحزب الله كما أشيع في الإعلام، لأنه لا أمر ثابتاً من هذا النحو".
بينما اعتبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في تصريحات صحفية بعد تفقده مكان الانفجار، أن "الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية، فلا مفرقعات، إنما مواد شديدة الانفجار، ولا أستطيع استباق التحقيقات".
من جهته، قال وزير الداخلية محمد فهمي، خلال تفقده مرفأ بيروت: "يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، لكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12".
وصف محافظ بيروت مروان عبود، خلال تفقده مكان الانفجار، المدينة بـ"المنكوبة" مشيراً إلى أن حجم الأضرار هائل، و"ما حدث أشبه بتفجير (مدينة) هيروشيما (بقنبلة نووية أمريكية عام 1945)".
شهادات مواطنين: تضررت من الانفجار ممتلكات عامة وخاصة، وأبنية وسيارات في أحياء عديدة، وتحدثت الأناضول إلى عدد من المواطنين عن اللحظات الأولى للتفجير، الذي دوَّى في أرجاء بيروت.
قالت آمال عبدو، من منطقة فرن الشباك (شرق بيروت): "فجأة سمعنا أصواتاً متتالية لتفجير، ولحظات معدودة، وفُتحت أبواب منزلنا من قوة الضغط على مصاريعها، الحمد الله أننا ما زلنا أحياء".
بدورها، روت ميراي السويدي، التي كانت وقت الانفجار في منطقة الحمرا (غرب بيروت): "كنت في عملي وتدمّر من قوة التفجير المكتب، وتطايرت النوافذ والأبواب علينا، لم نستطع التحرك أبداً، وأصبت بجروح طفيفة في وجهي نتيجة تطاير خشب الأبواب".
بينما لفت الصحفي مصطفى رعد إلى أنه كان في منزله بعين الرمانة (شرق بيروت)، وقال: "اهتز بنا المبنى الذي أقطن فيه، ومن قوة التفجير تدمّر الزجاج، وفي اللحظات الأولى نزلنا بسرعة إلى المدخل، خوفاً من قوة التفجير وللابتعاد عن مصادر الخطر".
من جهته، أوضح أمين قطيش، من منطقة زقاق البلاط (غرب بيروت): "تدمرت واجهات منزلي بالكامل، وأبواب المنزل فُتحت على مصاريعها، لم نشهد تفجيراً كهذا حتى في عزّ الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، والعدوان الإسرائيلي في تموز/يوليو 2006".