ذكرت صحيفتا "لا فانجارديا" و"أ بي سي" الإسبانيتان، الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020، أن ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس ذهب إلى جمهورية الدومينيكان بعد مغادرة بلاده وسط فضيحة. فيما لم تورد الصحيفتان مصدراً للخبر، كما لم يصدر أي تأكيد رسمي إسباني حول وجهة الملك السابق للبلاد.
إذ تتزايد الضغوط على الملك السابق الذي كان يحظى بالشعبية يوماً ما، لكن الآراء تنقسم حوله الآن، حيث يتحرى محققون إسبان وسويسريون مزاعم رشاوى تتعلق بعقد خط سكك حديدية للقطارات فائقة السرعة وتلقي رشاوى من جهات خارجية، منها السعودية.
الخروج عن طريق البرتغال: قالت "لا فانجارديا" إن خوان كارلوس البالغ من العمر 82 عاماً ذهب إلى البرتغال في سيارة صباح الإثنين 3 أغسطس/آب، وانتقل جواً من هناك إلى جمهورية الدومنيكان، حيث يعتزم البقاء لبضعة أسابيع عند أسرة جنت ثروتها من زراعة قصب السكر.
تظهر ردود الفعل الأولية على مغادرة خوان كارلوس لإسبانيا انقسام البلاد حول ما إذا كان ينبغي على الملك السابق، الذي كان شخصية بارزة في الانتقال إلى الديمقراطية بعد وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو، البقاء لمواجهة العدالة.
وسط تكهنات واسعة النطاق عن المكان الذي ربما ذهب إليه خوان كارلوس، قالت قناة "تي.في.آي 24" التلفزيونية البرتغالية وصحيفة "كوريو دا مانها"، الإثنين، إن خوان كارلوس موجود في كاشكايش، وهو منتجع قرب لشبونة قضى فيه الملك السابق جزءاً من طفولته.
بينما قال محامي خوان كارلوس، الإثنين، إن موكله "سيبقى تحت تصرف مكتب المدعين".
قرار الرحيل عن إسبانيا: أبلغ خوان كارلوس الأول، ملك إسبانيا الفخري، الإثنين، نجله فيليب السادس، العاهل الإسباني، قراره الرحيل عن إسبانيا والإقامة في بلد أجنبي؛ من "أجل البحث عن الهدوء"، وذلك في ظل متابعته قضائياً بسبب تلقِّي أموال من الخارج، خاصة من السعودية.
وفق تقرير لصحيفة "الباييس"، فإن القصر الملكي الإسباني "كاسا ديل راي" نشر بياناً رسمياً، بعد ساعات قليلة من مغادرته البلاد، قال فيه إن الملك خوان كارلوس الأول سيغادر للإقامة الملكية التي أقام فيها منذ 58 عاماً إلى مكان مجهول.
لن يهرب من التحقيقات: الصحيفة نفسها أكدت أن "البيان لا يحدد البلد الذي سيعيش فيه من الآن فصاعداً"، كما أنه وصف قرار مغادرته إسبانيا بالطوعي، على الرغم من اتفاقه مع ابنه، الذي أعرب عن "احترامه وامتنانه الصادق" للخطوة التي اتخذها والده.
بخصوص التهم الموجهة إليه وعلاقته بهذا القرار، قال خافيير سانشيز-جونكو، محامي الملك خوان كارلوس، في بيان رسمي، إن "مغادرته إلى الخارج ليست محاولة للتهرب من المتابعة القضائية (يحقق الادعاء بالمحكمة العليا والادعاء السويسري في استدعائه من الخارج)، مشدداً على أن موكله "سيبقى تحت تصرف المدعي العام في جميع الأوقات لأي إجراء يراه مناسباً".
كما أن الملك خوان كارلوس لن يخسر اللقب الفخري للملك، الذي مُنح له بموجب مرسوم ملكي في يونيو/حزيران 2014، قبل أيام قليلة من تنازله عن العرش، والذي لم يرغب ابنه في تجريده منه ضد إرادته كما فعل مع أخته كريستينا، بعد قضية "Urdangarin".
كان مدروساً: في الرسالة الموجهة إلى ابنه، أكد خوان كارلوس الأول أنه "بالرغبة نفسها في خدمة إسبانيا التي ألهمته، عبَّر عن استعداده لمواجهة كل القضايا المعروضة أمام القضاء، حتى تلك التي تهم حياته الخاصة".
أما بخصوص دوافع اتخاذه القرار، فقد أقر الملك في رسالته بأن القرار "كان مدروساً" للانتقال خارج إسبانيا في هذا الوقت، مشدداً على أنه اتخذه "للمساهمة في تسهيل ممارسة" مهام رئيس الدولة التي يمارسها ابنه، وتمتيعه "بالهدوء والسكينة اللذين تتطلبهما مسؤوليته الكاملة". ويضيف: "إنَّ تراثي وكرامتي كشخص هما ما يطلبونه منِّي".