كشف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في حديثه لقناة الجزيرة القطرية، بعضاً من دور بلاده في تقليل حدة التوتر السعودي الإيراني خلال الفترة القليلة الماضية.
حيث قال خان، حسب التقرير الذي نشره موقع "الجزيرة.نت"، الإثنين 3 أغسطس/آب 2020، إن بلاده استطاعت من خلال الوساطة أن تمنع حدوث صدام عسكري كان متوقعاً بين طهران والرياض في الأيام الماضية.
مواجهة بين السعودية وإيران: رئيس الوزراء الباكستاني قال إن المواجهة المسلحة بين إيران والسعودية تعتبر أسوأ سيناريو من الممكن حدوثه في المنطقة، مشيراً إلى أن الوساطة بين البلدين مستمرة لكنها تسير ببطء.
أما بخصوص الحرب في اليمن، فقال رئيس الحكومة الباكستانية، إن ما يجري هناك كارثة إنسانية، مشيراً إلى محاولات قامت بها بلاده من أجل إيجاد حل للوضع الكارثي باليمن.
كان رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، قد أطلق مبادرة في أكتوبر/تشرين الأول 2019، لنزع فتيل التوترات المتصاعدة بين الخصمين اللدودين إيران والسعودية، في وقت يعاني فيه بلده من اقتصاد متعثر، وتوترات متفاقمة مع الجارة الهند حول إقليم كشمير المتنازع عليه.
حيث التقى خان، ساعتها، المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، خلال زيارة لطهران استغرقت يوماً واحداً، ناقش خلالها قضايا شملت الحرب في اليمن والعقوبات الأمريكية على إيران.
حيث رحّب روحاني بمبادرة خان لإحلال "السلام في المنطقة"، وقال إن طهران ستردُّ على "أية بادرة حسن نية ببادرة حسن نية وكلمات طيبة".
زيارة سابقة للسعودية: بعدها زار خان السعودية، الحليف الإقليمي لباكستان منذ فترة طويلة، وبحث نتائج اجتماعه مع كبار قادة إيران.
وبعدها تراجعت حدة التوترات، التي اشتعلت بين الرياض وطهران بعد هجمات استهدفت منشأتي نفط لشركة "أرامكو" السعودية، ما أوقف أكثر من نصف إنتاج أكبر مُصدّر عالمي للنفط، والذي يمثل 5% من الإمدادات العالمية، الشهر الماضي.
وعامة، تصاعدت التوترات بين إيران وجماعات حليفة لها في دول عربية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء خليجيين (خاصةً السعودية) وغربيين لها من جهة أخرى، على خلفية ملفات عديدة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، وحرية الملاحة البحرية بمضيق هرمز وأمن منشآت النفط في الخليج.
يُذكر أنه منذ 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن؛ دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين إيرانياً والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وقد تولى خان، السلطة في 18 أغسطس/آب 2018، عقب فوز حزبه "حركة الإنصاف" بالانتخابات العامة، ليضع حداً لعشرات السنين من تناوب السلطة بين حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز، وحزب الشعب الباكستاني، مع فتراتٍ حكم خلالها الجيش.