حمَّل أمين دار الفتوى اللبنانية أمين الكردي، في خطبة عيد الأضحى، الجمعة 31 يوليو/تموز 2020، ساسة بلاده مسؤولية "نشر الظلم والانهيار الاقتصادي".
الكردي ألقى خطبة العيد، في جامع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين، وسط العاصة بيروت، وأمَّ المصلين بحضور ممثّل رئيس الحكومة الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وحشد من الشخصيات السياسية والعسكرية.
الكردي قال: "هناك من ينشر الظلم في بيروت وكل لبنان ليجعلها في ظلمة مفتعلة إنما هو بتقصير المقصرين في هذه الدولة وتقاعس المسؤولين فيها".
وأوضح أن "الانهيار الاقتصادي في لبنان ليس عشوائياً بل هو إساءة من أصحاب الجشع، الذين يدعون محبة لبنان ثم يهربون أموالهم الى الخارج ويتقاسمون الحصص".
انتقادات للحكومة: الكردي مضى في خطبته مؤكداً: "من أعظم النعم التي ينعم الله تبارك وتعالى علينا أن نكون سبباً في سعادة الناس، والذي يكون سبباً في تعاسة الناس فهو هالك معنوياً ومادياً. إن من كان سبباً في تعاسة الناس لن يكون في قلبه أمان ولن يذوق السعادة".
ثم تساءل قائلاً: "من يتحمل مسؤولية هذا الوضع الذي نعيشه في لبنان؟ والله عز وجل يقول في القرآن الكريم وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، هناك جماعة في لبنان يتعاونون على الإثم والعدوان على حساب الشعب"، دون إسهاب في التفاصيل.
مضيفاً: "من يريد أن يكون في موقع المسؤولية عليه أن يتقي الله في حق الشعب والناس. هذه أيام مباركة ومع كل الألم والمحن ينبغي للمسلم أن يظهر الفرح والسرور.. علينا أن نتعالى عن الجراح دون أن نترك المحاسبة".
الكردي اختتم قوله قائلاً: "إننا نرى في بداية الحل أن يعترف هؤلاء جميعاً الذين قصورهم مضاءة والشعب يعيش في العتمة والانهيار الاقتصادي، أن يعترفوا جميعا بفشلهم والاعتذار من الشعب ثم إيجاد صيغة (للحل)، لن تكون منهم لأنهم منبع المشكلة بل إيجاد صيغة شفافة عنوانها الأخلاق لحل الواقع".
تأتي خطبة عيد الأضحى على وقع أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990)؛ ما فجر منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تحمل مطالب اقتصادية وسياسية.