اقتحم المئات من المستوطنين، صباح الخميس 30 يوليو/تموز 2020، ساحات المسجد الأقصى المبارك، في أضخم اقتحام جماعي منذ إعادة فتح المسجد الذي أغلق بسبب انتشار كورونا، مما تسبَّب بمواجهات مع المصلين واعتقال عدد منهم.
الاقتحامات التي ضمَّت أكثر من 800 مستوطن تحت حراسة مشددة جاءت بعد دعوات من جماعات المستوطنين لتكثيف عمليات الاقتحام تزامناً مع ذكرى "خراب الهيكل" عند اليهود، والذي يصادف "يوم عرفة".
اعتداءات واشتباكات: ووفقاً لمصادر محلية، فقد شهدت الساحات اشتباكات بين المصلين وقوات الاحتلال التي انتشرت لحماية مجموعات المستوطنين، فيما اعتُقل عدد من الشبان الفلسطينيين.
حيث أجبرت قوات الاحتلال المصلين على الابتعاد وإخلاء منطقة باب الرحمة لتمكين المستوطنين من أداء صلواتهم التلمودية في المنطقة.
كما واعتدت شرطة الاحتلال على بعض النساء المرابطات في ساحات المسجد الأقصى، واللاتي تصدين لاقتحامات المستوطنين.
اقتحام ضخم: ومنذ الصباح، فتحت شرطة الاحتلال باب المغاربة لاقتحام المستوطنين يتقدمهم عضو الكنيست يهودا غليك، ونشرت أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة والقوات الخاصة داخل وخارج المسجد الأقصى لتسهيل الاقتحامات وأداء الصلوات التلمودية في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"، بعدما فرضت تقييدات على دخول الفلسطينيين إلى المسجد.
وسائل إعلام محلية أفادت بأن أحد المستوطنين تجرأ على رفع علم إسرائيل داخل المسجد الأقصى، كما أدى متطرفون الصلاة علانية بالانبطاح الكامل على الأرض، أو ما يسمى "السجود الملحمي" ولفترة طويلة دون أن يمنعهم أحد؛ ودون أن يطردوا من الأقصى، وواصلوا بعد ذلك جولتهم في ساحات المسجد.
صلوات علنية: وزارة الأوقاف الإسلامية قالت، في بيان مقتضب، إن مجموعات المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا صلوات تلمودية علنية قبالة قبة الصخرة ومصلى "باب الرحمة"، وذلك تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
بحسب الأوقاف، فإن أكثر من 850 مستوطناً اقتحموا الأقصى منذ ساعات الصباح، وشرعوا بأداء صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية بشكل علني.
من جانبه، حمَّل مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين حكومة الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية عن العدوان الذي يتعرض له المسجد الأقصى، وأكد رفض أي مساس بحرمته.