قال رئيس كتلة حركة النهضة التونسية بالبرلمان، نور الدين البحيري، "توجد ضغوط تُمارَس من داخل البلاد وخارجها بأموال إماراتية توزّع على النواب لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي"، بينما لم يصدُر أي تعليق من أبوظبي بشأن اتهامات المسؤول في الحزب التونسي.
خطة إماراتية "لتدمير تونس": أشار البحيري في تصريحات أدلى بها لإذاعة "شمس إف إم" التونسية الخاصة، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، إلى أن ذلك يأتي في إطار "خطة إماراتية لتدمير المنظومة السياسية في تونس بالانطلاق من البرلمان وإحداث فراغ به بتنحية رئيسه وتعطيل تزكية الحكومة المقبلة، وذلك سيؤدي لدفع البلاد نحو الفراغ"، وفق تعبيره.
تصريحات البحيري تأتي بينما أقرّ مكتب البرلمان التونسي (أعلى هيئة به) أن يكون التصويت على لائحة سحب الثقة من الغنوشي، في الجلسة المقررة، الخميس 30 يوليو/تموز، سريّاً ودون مداولات أو نقاش عام بين النواب.
حسب الدستور التونسي والنظام الداخلي للبرلمان، يتطلب تمرير لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان توفر الأغلبية المطلقة من الأصوات (109 من مجموع 217 نائباً).
قبل أسبوع، أعلنت 4 كتل نيابية، في مؤتمر صحفي، رسمياً، إيداع لائحة لسحب الثقة من الغنوشي بمكتب الضبط بالبرلمان، بعد استيفائها عدد الإمضاءات المطلوبة وهي 73 توقيعاً.
علّلت الكتل المتقدمة بلائحة سحب الثقة من الغنوشي هذه الخطوة بأنها "جاءت نتيجة اتخاذ رئيس البرلمان قرارات بشكل فردي، دون الرجوع إلى مكتب البرلمان (أعلى هيئة)، وإصدار تصريحات بخصوص العلاقات الخارجية لتونس تتنافى مع توجّه الدبلوماسية التونسية"، بحسب رأيهم.
حقيقة العلاقة مع الإمارات: هناك العديد من التقارير تحدّثت مؤخراً عن "علاقة بين النائبة عبير موسى ودولة الإمارات"، خاصة في أعقاب محاولتها إدانة التدخل التركي في ليبيا دون إدانة التدخل الإماراتي.
كما ذهبت بعض التقارير إلى وصف موسى بأنها "نائبة الإمارات في مجلس نواب الشعب التونسي".
ويمكن رصد علاقة عبير موسى مع الإمارات، من خلال متابعة تغطية الإعلام الإماراتي والسعودي لها، إذ يتم الاحتفاء بأي تصرف تقوم به كأنه لا أحد غيرها في البرلمان، رغم أن وزن حزبها محدود للغاية.
لا ترى سوى الغنوشي: خطفت النائبة في البرلمان التونسي عبير موسى الأضواء، وتصدرت حديث وسائل الإعلام مؤخراً، بعد أن شنّت حملة واسعة النطاق ضد رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي.
حاولت موسى وكتلتها المعارضة داخل البرلمان تسديد ضربات سياسية لرئيس البرلمان راشد الغنوشي، لكنها فشلت بسبب عدم حصولها على الدعم الكافي، حيث انعقدت جلسة بخصوص الوضع في ليبيا، وصفتها النائبة بأنها جلسة "مساءلة سياسية لرئيس البرلمان"، لكنها انتهت برفض إقرار الوثيقة التي تقدمت بها.
كما وجّهت موسى للغنوشي ولحركته العديد من الاتهامات في أعقاب فشلها وفشل حلفائها في تمرير أي قرار برلماني ضد "النهضة".
وصلت الاتهامات التي وجهتها موسى للغنوشي وحركة النهضة إلى درجة الادعاء بالتخطيط لاغتيالها من أجل التخلص منها، حيث زعمت أنها "تلقت تهديداً بالاغتيال عن طريق سيارة مفخخة"، وأضافت أنها حصلت على "معلومات تفيد بقيام الإخوان برصد كل تحركاتها".
لكن المفارقة أن ابتذال عبير موسى -في الغالب- يرفع من شعبية الغنوشي، ويؤذي معارضيه الأكثر جدية من اليسار والتيار الناصري.