اضطر طلاب صينيون في أستراليا إلى التظاهر بأنهم تعرضوا للاختطاف من قِبل المحتالين، الذين ابتزوا أسرهم لدفع ملايين الدولارات لقاء إطلاق سراح أبنائهم من عمليات الخطف المزيفة.
مبالغ طائلة: صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 27 يوليو/تموز 2020، إنه في إحدى الحالات الشهر الماضي، دفع أب صيني مليوني دولار بعد تلقيه مقطعاً مصوراً لابنته المقيمة في سيدني، مقيدة بحبل في موقع غير محدد.
كذلك دفعت أسرة صينية أخرى 300 ألف دولار، بعد تلقيها مقطعاً لابنتها البالغة 22 عاماً مقيدة ومعصوبة العينين.
شرطة سيدني ذكرت أن عمليات الاحتيال المدروسة، المعروفة بالاختطاف الافتراضي، حققت 3.2 مليون دولار على الأقل من إجمالي مدفوعات الفديات من أقارب الطلاب الصينيين المغتربين في أستراليا.
من جانبهم، قال المحققون إن الاتصال الأوّلي بالضحايا يكون عبر الهاتف من شخص يتحدث عادة بلغة الماندرين، ويدعي أنه ممثل للسلطات الصينية، كالسفارة الصينية أو القنصلية أو الشرطة.
يحاول المُتَّصل إقناع الضحية بأنهم مرتبطون بجريمة في الصين أو أن هُوياتهم قد سرقت ويجب عليهم دفع مبلغ كبير لتجنب الإجراءات القانونية أو الاعتقال أو الترحيل.
ثم يُهدد الضحايا أو يرغمون على تمثيل "اختطافهم افتراضياً"، ويأمرهم الخاطفون بإنهاء التواصل مع أسرهم وأصدقائهم، واستئجار غرفة في الفندق والتقاط صور أو تسجيلات فيديو تُظهرهم مقيدين ومعصوبي الأعين. ثم تُرسل الصور إلى عائلاتهم، مع طلب فدية كبيرة مقابل "إطلاق سراحهم".
حالات متكررة: وقد شهدت مدينة سيدني الإبلاغ عما لا يقل عن 8 حالات مماثلة خلال السنة الماضية، ففي أبريل/نيسان 2020، اتصلت جامعة بشرطة سيدني، مدفوعةً بمخاوف بشأن سلامة طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً.
أُخبرت الشرطة بأن أفراد الأسرة في الصين يعتقدون أنها مخطوفة، وأنهم دفعوا 300 ألف دولار بعد إبلاغهم بطلب فدية من متصل يزعم أنه من الشرطة الصينية، لكن عُثر على الفتاة آمنة وبخير في منزلها بسيدني.
وقالت الشرطة إن الأموال في الحالات الثماني المعروفة حُولت إلى حسابات خارجية، وقد أرجعوا الجرائم إلى منظمة إجرامية تعمل من خارج أستراليا، لكنهم لم يعطوا أي تفاصيل حول المكان الذي يعملون منه.
من جانبه، قال دارين بينيت، رئيس مباحث شرطة نيو ساوث ويلز، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، إن السلطات اتصلت بالسفارة والقنصلية الصينية في سيدني لتحذير رعاياها من عملية الاحتيال.
أضاف بينيت: "صُممت عمليات الاختطاف الافتراضية للاستفادة من ثقة الناس بالسلطات، وقد تطورت بشكل كبير خلال العقد الماضي على أيدي عصابات الجريمة المنظمة الأجنبية. وفي حين تبدو هذه المكالمات الهاتفية عشوائية بطبيعتها، يبدو أن هؤلاء المحتالين يستهدفون أفراداً ضعفاء من المجتمع الصيني الأسترالي".
وقد سجل أكثر من 212 ألف طالب دولي للدراسة في نيو ساوث ويلز. وتستعد الجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العالي للسماح للكثيرين ممن سافروا إلى الصين بالعودة إلى أستراليا مع مراجعة القيود التي فرضها فيروس كوفيد-19.