أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفقة كبار من المسؤولين الأتراك، الأحد 19 يوليو/تموز 2020، زيارة رمزية إلى مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول، قبل فتحه رسمياً للعبادة يوم الجمعة المقبل، وهي أول زيارة له للمسجد، بعد قرار أنقرة بتحويل المتحف إلى مسجد الأسبوع الماضي.
التحضير لافتتاح المسجد: الرئاسة التركية أعلنت، في بيان، أن الزيارة القصيرة لأردوغان لمسجد آيا صوفيا، تفقد خلالها أعمال التحضيرات لافتتاح المسجد أمام المصلين في صلاة الجمعة يوم 24 يوليو/تموز 2020، حيث أعلنت هيئة الشؤون الدينية في تركيا أن 500 شخص سيشاركون في أول صلاة جمعة بعد قرار المحكمة.
أضافت الهيئة أنه خلال الصلاة ستتم تغطية الأيقونات المسيحية في الكاتدرائية البيزنطية السابقة، لكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان الرئيس التركي سيشارك في صلاة الجمعة، لكن من المتوقع أن تحظى هذه الصلاة باهتمام عالمي، لكون قرار تحويل المتحف إلى مسجد قد أثار جدلاً دولياً.
رافق أردوغان في جولته كل من وزيري الداخلية سليمان صويلو، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، ووالي إسطنبول علي يرلي قايا، ورئيس الشؤون الدينية علي أرباش، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
ونشرت الوكالة التركية صوراً لزيارة أردوغان للمسجد، وظهر مسؤولون عن أعمال التحضيرات كانوا يشرحون له عن الاستعدادات لما قبل فتح آيا صوفيا أمام المصلين.
جدل دولي حول آيا صوفيا: وكان مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، قد وافق بطلب من عدة جمعيات على إبطال قرار حكومي يعود لعام 1934 ينص على اعتبار موقع آيا صوفيا متحفاً، وفور صدور هذا القرار أعلن أردوغان تحويل المبنى الذي كان كنيسة إلى مسجد.
ارتبط آيا صوفيا بالإمبراطورية البيزنطية المسيحية والإمبراطورية العثمانية الإسلامية، وهو اليوم أحد أكثر المعالم الأثرية التي يُقبل الناس على زيارتها في تركيا.
بنيت كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس في عهد الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، وكانت مقراً لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لإسطنبول، وعندما دخلت القوات العثمانية المدينة في 1453 أمر السلطان محمد الثاني بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الإسلامية حول قبتها البيزنطية.
بقيت آيا صوفيا مسجداً إلى ما بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفي منتصف الثلاثينيات أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها العلماني مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.
ويعتبر مبنى آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه، وهو موجود في إسطنبول منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد، ومسجد آيا صوفيا كان من قبل كنيسة ضخمة بناها جستنيان الأول البيزنطي سنة 537، وقد سقطت قبتها عدة مرات، وآخر مرة أعيد بناؤها سنة 1346، وقد أجريت عدة تقويات وترميمات للمبنى في العهد العثماني.
كان مبنى آيا صوفيا في إسطنبول على مدار 916 عاماً كاتدرائية، ولمدة 481 عاماً مسجداً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.