مباشرة بعد إلغاء المحكمة العليا في تركيا قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 القاضي بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وقع الرئيس التركي أردوغان، الجمعة 10 يوليو/تموز 2020، مرسوماً بفتح آيا صوفيا كمسجد وأداء الصلوات تحت إشراف رئاسة الشؤون الدينية.
إذ فتحت أعلى محكمة إدارية في تركيا الجمعة الطريق أمام تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، بإبطال وضعها الحالي كمتحف، وفق ما أوردت وسائل إعلام.
فقد وافق مجلس الدولة التركي على طلبات قدّمتها منظمات عدة بإبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 يعطي الموقع وضع متحف، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
بدأ مجلس الدولة النظر في القضية في 2 تموز/يوليو، وكان قراره مرتقباً في غضون 15 يوماً.
إعادة المتحف إلى مسجد: كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اقترح إعادة المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى مسجد مرة أخرى.
لآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية والعثمانية الإسلامية وهو أحد أهم المقاصد السياحية في تركيا في الوقت الراهن.
أثار احتمال تنفيذ هذه الخطة القلق بين مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا واليونان وزعماء الكنائس المسيحية قبيل صدور حكم مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، والذي عقد جلسة يوم الخميس الماضي.
يتعلق الأمر بمدى مشروعية قرار اتخذ في عام 1934، بعد مرور عشرة أعوام على تأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية العلمانية الحديثة، بتحويل المبنى الأثري إلى متحف.
ردود أفعال: قالت الهيئة التي أقامت الدعوى إن آيا صوفيا من أملاك السلطان العثماني محمد الثاني، الملقب بمحمد الفاتح، الذي سيطر على المدينة عام 1453، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم القسطنطينية، وحول الكنيسة التي كان عمرها 900 عام بالفعل إلى مسجد.
بينما قال البطريرك المسكوني برثلماوس، المقيم في إسطنبول والزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم، إن تحويل الأثر سيخيب أمل المسيحيين ويحدث شقاقاً بين الشرق والغرب. وقال رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن ذلك سيشكل تهديداً للمسيحية.
فيما حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو واليونان أيضاً تركيا على الإبقاء على الأثر كما هو. لكن جماعات تركية ظلت على مدى فترة طويلة تحشد التأييد لإعادة آيا صوفيا إلى مسجد قائلة إن ذلك سيعكس بشكل أفضل هوية تركيا كبلد ذي أغلبية كاسحة من المسلمين.