أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجمعة 2 يوليو/تموز 2020، مرسوماً بتعيين الفريق سعيد شنقريحة قائداً لأركان جيش البلاد، وقالت وزارة الدفاع في بيان مقتضب إن "الرئيس تبون أصدر مرسوماً بتثبيت الفريق شنقريحة في منصب قائد أركان الجيش رسمياً".
يأتي هذا التطور غداة ترقية شنقريحة من رتبة لواء إلى فريق، ضمن تغييرات متتالية في قيادة الجيش وإدارة وزارة الدفاع، يجريها تبون منذ وصوله الرئاسة، في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وورد في بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أنه تم تعيين الفريق السعيد شنقريحة في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بعدما شغل منصب رئيس أركان الجيش بالنيابة، قبل أن يتم تثبيته في المنصب.
وبعد وفاة القايد صالح، قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الإثنين، تعيين شنقريحة رئيساً لأركان الجيش بالنيابة، خلفاً له.
السعيد شنقريحة: واللواء سعيد شنقريحة، هو قائد القوات البرية، منذ 18 سبتمبر/أيلول 2018 ويعتبر شنقريحة من صقور الجيش الجزائري، كونه من أقوى وأقدم الضباط الكبار الذين شغلوا مناصب حساسة.
شنقريحة من مواليد 1945، بمنطقة القنطرة، محافظة بسكرة (جنوبي شرق )، والتحق بالعمل العسكري في السنوات الأخيرة لثورة التحرير الجزائرية.
تخصص شنقريحة بالمدفعية والتكتيك الحربي والاجتياح والاقتحام، وتخرج في سبعينيات القرن الماضي من الأكاديمية الحربية الروسية فوروشيلوف.
كما شارك في حربي 1967 و1973 العربيتين ضد إسرائيل.
عام 2003 نال رتبة لواء وتولى لسنوات عديدة قيادة المنطقة العسكرية الثالثة (جنوب غرب)، البالغة الحساسية بالنسبة للأمن القومي الجزائري، نظراً للعلاقات المتوترة مع الجارة المملكة المغربية بسبب قضية الصحراء، خاصة أنها تضم مخيمات اللاجئين الصحراويين بمحافظة تندوف.
شنقريحة أشرف كذلك على إعداد استراتيجية تأمين الحدود الشاسعة على مسافة تفوق الـ1000 كلم، في الجهة الجنوبية الغربية للبلاد.
سابقاً تردد في الأوساط السياسية الجزائرية بأنه مقرب من الفريق أحمد قايد صالح، لكونه رفيق السلاح، وشنقريحة قليل الظهور في وسائل الإعلام، ويشاهد فقط في المناسبات الرسمية خلف أو بجانب أحمد قايد صالح.
وفي أكبر عملية تغييرات تطال قادة المناطق العسكرية صيف 2018، تمت ترقية شنقريحة من قائد المنطقة الثالثة الى قائد للقوات البرية (أكبر قوة داخل الجيش من حيث العدد والعتاد)، في 18 سبتمبر/أيلول من ذات السنة.
يرى مراقبون أن تبون يعيد ترتيب أوراق الجيش لما يسميها "مرحلة جديدة" تكون فيها المؤسسة العسكرية بعيدة عن الشأن السياسي، بعد أن كانت الرقم الأساسي في إدارة مرحلة انتقالية أعقبت استقالة عبدالعزيز بوتفليقة في 2 أبريل/نيسان 2019، من الرئاسة (1999 ـ 2019)، تحت ضغط احتجاجات مناهضة لحكمه.