القاضي اللبناني الذي قرر منع سفيرة أمريكا من الحديث للإعلام يستقيل! اتخذ قراره بعد إحالته للتحقيق

قدّم قاضٍ لبناني استقالته الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، بعد أن أحالته لجنة تحقيق قضائية للاستجواب.

عربي بوست
تم النشر: 2020/07/01 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/01 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا في لقاء مع الرئيس اللبناني ميشيل عون - مواقع التواصل

قدّم قاضٍ لبناني استقالته الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، بعد أن أحالته لجنة تحقيق قضائية للاستجواب، على خلفية الحكم الذي أصدره بمنع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في بيروت من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام اللبنانية، بعد حديث مع إحدى القنوات العربية انتقدت فيه حزب الله اللبناني.

استقالة رفضاً للتحقيق: إذ أصدر القضاء القاضي محمد مازح، السبت 27 يونيو/حزيران، قراراً قضى بمنع السفيرة الأمريكية لدى لبنان، دوروثي شيا، من الإدلاء بأي تصريح ومنع وسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية العاملة في لبنان من التعامل معها.

ذكرت تقارير إعلامية لبنانية، الثلاثاء، أن قاضي الأمور المستعجلة في مدينة صور محمد مازح، استقال من منصبه، وأنه كان قد أعلن في الأيام الأخيرة أن بيان استقالته جاهز في حال أُبلغ بالمثول أمام هيئة التفتيش القضائي، وذلك على خلفية القرار الذي أصدره يوم السبت والذي تضمن في جزء منه منع الوسائل الإعلامية من نقل تصريحات السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا. 

القاضي اللبناني محمد مازح
القاضي اللبناني محمد مازح

كما أحالت لجنة تحقيق قضائية في لبنان القاضي مازح للاستجواب بشأن حظره المثير للجدل. وهدد بالاستقالة إن استجوب، مشيراً إلى أن الإجراء يقوّض استقلال القضاء، وهو التهديد الذي نفذه بترك سلك القضاء.

انتقادات لقرار القاضي: من جهة أخرى، وصف الكثيرون حكم مازح بأنه حزبي، وقالوا إنه يقوّض حرية الصحافة، وصرّحت وزيرة الإعلام منال عبدالصمد بأن لا أحد لديه الحق في تقييد الصحافة، كما يجب أن تدار الأمور المتعلقة بوسائل الإعلام من قبل السلطات المختصة وليس المحاكم.

أثار القرار حملة من الاستنكار على الصعيدين السياسي والإعلامي، باعتبار أن مازح خالف اتفاقية فيينا التي تحدد العلاقة بين الدول المضيفة والبعثات الدبلوماسية، ولا يحق له إصدار أي قرار تجاه سفير دولة أخرى، كما أن أي إجراء تجاه وسائل الإعلام يصدر عن محكمة المطبوعات.

بدورها، وصفت شيا الحكم بأنه "مؤسف وإلهاء" عن المصاعب الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وتعهدت بأنه لن يتم إسكاتها، وبعد لقاء مع وزير الخارجية ناصيف حتي يوم الإثنين، قالت إن الصفحة طُويت. 

كما أن السفيرة الأمريكية صرحت في وقت سابق بأن الحكومة اعتذرت لها بسبب الحكم.

ما الذي قالته السفيرة؟ جاء هذا القرار بعد أن قالت شيا، الجمعة 26 يونيو/حزيران، في مقابلة أجرتها معها قناة الحدث السعودية، إن "حزب الله حال دون إجراء بعض الإصلاحات التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني"، وإن "مليارات الدولارات ذهبت إلى دويلة حزب الله، بدل الخزينة الحكومية". 

كما شددت شيا على أن السياسة الأمريكية تقضي بـ"تطبيق العقوبات المفروضة في إطار مكافحة الإرهاب ليس على حزب الله فحسب، بل كذلك على الجهات التي تقدّم له الدعم المادي".

اعتبر القرار القضائي أن ما قالته السفيرة الأمريكية عن حزب الله "يخرج عن الأعراف الدبلوماسية المعهودة والمتعارف عليها، ويسيء إلى مشاعر كثير من اللبنانيين، ويسهم في تأليب الشعب اللبناني بعضه على بعض، ويثير نعرات طائفية ومذهبية وسياسية".

مبررات إصدار المحكم: بناءً على الاستدعاء المذكور اتخذ القاضي قراراً بإجابة طلب المستدعية قصير بعدما تبين له أنه وبعد الاطلاع على مضمون المقابلة عبر صفحة فيسبوك العائدة للقناة المذكورة أن السفيرة الأمريكية تناولت في حديثها أحد الأحزاب اللبنانية الذي له تمثيل نيابي في مجلس النواب وتمثيل وزاري في الحكومة وله قاعدة شعبية لا يستهان بها في لبنان، وأن التطرق إليه من قبل السفيرة المذكورة لجهة تحميله المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع في لبنان يخرج عن الأعراف الدبلوماسية المعهودة والمتعارف عليها بموجب المعاهدات الدولية واتفاقية فيينا، وأنه يسيء لمشاعر الكثير من اللبنانيين ويسهم في تأليب الشعب اللبناني على الحزب المذكور.

كما اعتبر القاضي، وفق وسائل إعلام لبنانية، أنه لا يحق للأجنبي "كائناً من كان الحق بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والسياسية في بلد ما وتعريض سلمه الأهلي للخطر، بل من واجبه الدبلوماسي والأخلاقي احترام الدولة التي يعملون بها".

تحميل المزيد