كشف مجموعة من النازحين الروهينغا الذين وصلوا إلى السواحل الإندونيسية في تقرير نشرته وكالة فرانس برس الأحد 28 يونيو/حزيران 2020، تفاصيل رحلتهم التي عانوا خلالها من الجوع والعطش وعنف المهربين.
حيث قال عدد من هؤلاء المهاجرين الذين نزلوا في جزيرة سومطرة إن سيدة على الأقل لقيت مصرعها خلال العبور وألقيت جثتها في البحر.
مهاجرون من الروهينغا: كان هؤلاء المهاجرون الذين ينتمون إلى أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في بورما، ويبلغ عددهم نحو مئة بينهم حوالى ثلاثين طفلاً، على متن مركب هش قبل أن ينقلهم صيادو سمك محليون إلى لوكسوماي البلدة الواقعة في إقليم أتشيه.
فيما رفضت السلطات الإندونيسية أولاً السماح بإنزالهم خوفاً من نقلهم عدوى كوفيد-19. لكن السكان المتعاطفين معهم قرروا التحرك وإنزالهم إلى البر وتقديم مواد غذائية وملابس لهم وقاموا بتسجيلهم.
روايات مأساوية للمهاجرين: إلى ذلك فقد تحدث أحد المهاجرين لفرانس برس عن عنف المهربين بعدما غادروا مخيم اللاجئين في بنغلادش في محاولة للوصول إلى ماليزيا.
حيث قال رشيد أحمد (50 عاماً) الملتحي في مركز الهجرة في لوكسوماي لفرانس برس "قاموا بتعذيبنا وتسببوا بجرحنا ومات أحدنا". وأضاف "كلنا تألمنا على هذا المركب". وأوضح أنه "في البداية كان هناك غذاء لكنه نفد، ونقلنا المهربون إلى مركب آخر وتركونا في عرض البحر وحدنا".
في حين ذكر حبيب الله وهو لاجئ آخر أن الجميع "تعرضوا للضرب". وأضاف "قطعت أذني وضربت على رأسي".
أما كوريما بيبي (20 عاماً) فتؤكد أن شخصين ماتا خلال الرحلة. وقالت وهي تغطي رأسها بمنديل أبيض وقد جلست على الأرض مع طفلها "لم يكن لدينا طعام كاف ولا مياه، واضطر البعض لشرب مياه البحر أو البول". وتابعت "لكننا نجونا مع ذلك".
إلى ذلك لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة هذه الروايات. لكن شهادات الناجين ومنظمة الهجرة الدولية تتفق على أن هذه المجموعة من الروهينغا جاءت من مخيم بالوخالي في كوكس بازار في بنغلادش بعدما فرت من الاضطهاد في بورما.
تعليق منظمة الهجرة الدولية: وقال ناطق باسم المجموعة لمنظمة الهجرة الدولية إنه خلال الرحلة المنهكة، توفيت سيدة وتركت طفليها، مشيراً إلى أن ثلاثة قاصرين آخرين بينهم فتاة في العاشرة من العمر قاموا بالرحلة بلا مرافقين بالغين.
في حين ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن المهربين طلبوا 2300 دولار لنقلهم إلى ماليزيا، الوجهة المفضلة لهؤلاء الفارين لأنها غنية نسبياً وغالبية سكانها من المسلمين.
وينطلق المهاجرون الروهينغا بشكل عام إما من بورما أو من بنغلاديش، حيث يعيش مليون منهم فروا من ممارسات الجيش البورمي في 2017، في مخيمات مكتظة. وقد أغراهم مهربون بحياة أفضل في جنوب شرق آسيا، لكن الرحلة التي تتطلب قطع مئات الآلاف من الكيلومترات إلى ماليزيا أو إندونيسيا محفوفة بالمخاطر.