وضع موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، علامة "تحذير" جديدة على تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعوى أنه استعمل عبارات تشجع على العنف، بعد أن هدّد الراغبين في "إقامة منطقة حكم ذاتي" في واشنطن بردٍّ عنيف وجِدّي، وهي التغريدة الرابعة التي حجبها "تويتر" من تغريدات الرئيس الأمريكي.
تغريدة الرئيس الأمريكي حملت عبارات شديدة اللهجة، يُحذِّر فيها كلَّ من له رغبة في إقامة منطقة تتمتع بحكم ذاتي في العاصمة واشنطن؛ إذ غرَّد ترامب قائلاً: "هذا لن يكون ممكناً ما دمت أنا الرئيس، سنواجه مَن يحاولون عمل هذا بقوة".
ردّ تويتر: وفق ما يظهر في تغريدة الرئيس الأمريكي، فقد كتب تويتر "لقد وضعنا إشعار المصلحة العامة على هذه التغريدة، لانتهاكها سياستنا ضد السلوك التعسفي، وتحديداً وجود تهديد بإلحاق الضرر بمجموعة محددة".
لن يتمكن مستخدمو تويتر، بما في ذلك متابعو ترامب، من إعادة نشر تغريدة المخالفة بسبب الإجراء.
أوضحت الشركة أنه على الرغم من أن التغريدة قد خرقت قواعدها، فإنها "ستبقى في الخدمة نظراً لصلتها بالمحادثات العامة الجارية".
في الوقت الذي حجبت فيه تويتر تغريدة الرئيس، فإن الأخير توجه صوب فايسبوك وأعاد نشر تدوينته "التهديدية" من جديد، في الوقت الذي لم يحدد فيه فيسبوك هو الآخر موقفه من كلام الرئيس.
حسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإنها تواصلت مع فيسبوك من أجل معرفة موقفها، إلا أنها لم ترد بعد، ولم تحدد ما إذا كانت ستحجبه أم ستبقيه.
الجمهوريون غاضبون: من جانبه، وجَّه زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، كيفين مكارثي، انتقاداته لقرار تويتر، قائلاً إن "للمواطنين الحق في الاستماع مباشرة لكلام رئيسهم، وأن يقرِّروا بأنفسهم ما يفكرون فيه".
كما انتقد السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز، ما أقدمت عليه تويتر، إذ نشر تغريدةً قال فيها "الموقع يحجب تغريدات الرئيس لأنه يقول إنه سيمنع الفوضويين من السيطرة على العاصمة".
العام الماضي، كان تويتر قد أعلن عن قواعد محددة للسياسيين، تسمح لهم في بعض الأحيان بانتهاك قواعد النظام الأساسي دون إزالة تغريداتهم.
تقول الشركة إنَّ هناك "مصلحة عامة" في قدرة الأشخاص على رؤية ومناقشة بيانات المسؤولين المنتخبين.
المرة الرابعة: لكن هذه هي المرة الرابعة التي يتخذ فيها تويتر إجراءات ضد حساب ترامب، في غضون أسابيع قليلة فقط، ففي مايو/أيار 2020، قام تويتر بوصف تغريدة ترامب بأنها قدَّمت ادعاءات كاذبة حول بطاقات الاقتراع بالبريد في كاليفورنيا.
بعد بضعة أيام بعد ذلك، غرَّد ترامب بأنه "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار"، في تهديد صريح للمتظاهرين، وهو ما اعتبره تويتر تمجيداً للعنف، فحجب التغريدة.
في الاتجاه المخالف، تم انتقاد فيسبوك ومديرها التنفيذي مارك زوكربيرغ، من قِبل بعض موظفيها، عندما لم تتخذ الشركة أي إجراء بشأن نفس المنشور على منصتها.
في الأسبوع الماضي، أكد تويتر أن مقطع فيديو نشرته حملة ترامب الانتخابية على تويتر عن طفلين صغيرين بأنه "تم التلاعب به"، فتمت إزالته لاحقاً بشكل تام، بسبب مطالبة بحقوق الطبع والنشر.