قالت الحكومة اليمنية، الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020، إن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، على مؤسسات الدولة في محافظة أرخبيل سقطرى إحدى أجمل جزر العالم، وقصف المدنيين، "اعتداء غاشم وتمرد وانقلاب واضح على السلطة الشرعية".
الحكومة اليمنية أضافت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، أنه "لن يتم القبول بهذا الانقلاب أو التهاون معه"، واعتبرت أن "الهجوم المسلح للانتقالي والاعتداء الغاشم على المواطنين يمثلان الرد الفعلي العدواني والمستهتر على الجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية لاستعادة مسار تنفيذ اتفاق الرياض (الموقع في أغسطس/آب الماضي)".
في وقت سابق من الجمعة، سيطرت قوات "الانتقالي" على مقر السلطة المحلية بسقطرى، عقب انسحاب القوات الحكومية، وذلك بعد ساعات من سيطرتها على مبنى مديرية أمن سقطرى الواقع بمدينة حديبو، مركز المحافظة.
الحكومة قالت إن "سيطرة الانتقالي على سقطرى تكشف حقيقة موقف هذه القوى المتمردة والطرف الداعم لها (في إشارة إلى الإمارات)".
وطالبت "تحالف دعم الشرعية ممثلاً بالسعودية، وبحكم وجود قواتهم العسكرية في أرخبيل سقطرى، بتحمُّل مسؤولياتهم والتحرك العاجل والجاد لوقف صلف قيادة المجلس الانتقالي ومجاميعها المسلحة".
كما دعت "الانتقالي" وداعميه إلى "العودة للواقع وقراءة الإجماع المحلي والإقليمي والدولي الداعم للشرعية، والحريص على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية".
الحكومة اليمنية حثت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، وعلى رأسها "اليونسكو"، إلى الوقوف بحزم أمام هذه الأعمال التخريبية والتدميرية التي تهدد سقطرى، إحدى أهم محميات العالم الطبيعية والمدرجة في قائمة التراث العالمي.
من جانبها، أدانت أربعة مكونات وأحزاب يمنية بمحافظة المهرة شرق البلاد، ما وصفته بـ"تآمر الاحتلال السعودي ووقوفه إلى جانب ميليشيات المجلس الانتقالي؛ لتقويض وجود الحكومة الشرعية ومؤسساتها بمحافظة أرخبيل سقطرى".
وحمَّلت في بيان مشترك وصل إلى الأناضول، ما تطلق عليه "الاحتلال السعودي الإماراتي وميليشياته المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على الأحداث الجارية بسقطرى".
والمكونات الموقعة على البيان هي: "لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة" (شعبية)، وفروع 3 أحزاب بالمحافظة هي "المؤتمر الشعبي العام"، و"البعث العربي الاشتراكي"، و"الوحدوي الشعبي الناصري".
لم يتسنَّ الحصول على تعقيب فوري من السعودية على هذه الاتهامات، غير أن الرياض سبق أن أكدت أنها تعمل بشكل محايد من أجل حل الأزمة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.
منذ الخميس، شنت قوات "الانتقالي" قصفاً مدفعياً على أحياء ومنازل؛ في محاولة للتقدم باتجاه حديبو والسيطرة عليها، بحسب مسؤول حكومي تحدث لـ"الأناضول"، دون أن يكشف عن أعداد الضحايا.
القوات الحكومية أفشلت في 30 أبريل/نيسان و1 مايو/أيار الماضيين، محاولتين لقوات المجلس الانتقالي وكتائب عسكرية متمردة موالية لها، من أجل اقتحام حديبو.
تقع سقطرى ضمن ما تُعرف بالمحافظات الجنوبية، وتصاعدت الأمور بهذه المحافظة عقب إعلان المجلس الانتقالي الانفصالي، في 26 أبريل/نيسان الماضي، حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما سماها "الإدارة الذاتية للجنوب".