أثار موقع "بي بي سي عربي"، الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020، غضب وصدمة عدد من الإعلاميين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب صورة معدلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نشرها الموقع مع خبر تحدَّث عن إصدار محكمة تركية قراراً بعدم دستورية اعتقال أحد قادة المعارضة التركية.
تفاصيل الصورة: وفي خبر بعنوان "احتجازه تجاوز المعقول.. محكمة تركية تقضي بعدم دستورية اعتقال القيادي الكردي صلاح دميرتاش"، قام الموقع بنشر صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهيئة الزعيم النازي أدولف هتلر.
هذا الأمر دفع عدداً من الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، إلى التعبير عن "صدمتهم" و"استغرابهم" لما وصفوه بـ"السقطة المهنية" التي وقع بها الموقع الناطق بالعربية لهيئة البث والإذاعة البريطانية، التي تعد واحدة من أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم.
توظيف الموقع لأجندات سياسية: وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، والمدير العام السابق لشبكة "الجزيرة"، كتب تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر"، جاء فيها: "استخدام هذه الصورة يخالف كل القواعد المهنية، مؤسسة مثل بي بي سي ينبغي ألا تقبل توظيف موقعها العربي لخدمة أجندات سياسية".
دهشة الإعلاميين من هذا المنشور دفعتهم إلى طرح كثير من علامات الاستفهام، حول سبب اختلاف تناول النسخة العربية لموقع بي بي سي لهذا الخبر، عن النسخ الأخرى، إذ في الوقت الذي نشرت فيه النسخة التركية للموقع صورة عادية لأردوغان، عمدت النسخة العربية إلى نشرها بهذه الصورة المعدلة.
هذا الأمر أشار إليه الصحفي والخبير في الشؤون الإعلامية، خالد كريزم، في تدوينة له على "تويتر"، قال فيها: "الخبر نفسه على بي بي سي، العربية والتركية، ولكن انظروا إلى اختيار الصورة. من هنا يمكن أن نفهم أين المشكلة".
كما أضاف: "كتبت قبل أيام مقالاً تطرقت فيه لاختلاف التغطيات الإعلامية في المؤسسة الواحدة بين نسخها المختلفة، واستعرضت نماذج؛ في محاولة لتحليل أسباب هذا التباين".
إساءة إلى مؤسسة عريقة: في السياق نفسه، يرى مهنيون وخبراء في المجال، أن سقوط النسخة العربية للهيئة في "هذه الزلات المهنية"، يسيء إلى سنوات طويلة من عمل المؤسسة البريطانية العريقة، التي جعلت من المهنية والحياد شعاراً دائماً لها.
جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، كتب هو الآخر على حسابه قائلاً: "هذا ليس حساب تنظيم إرهابي، ولا حساباً تابعاً للذباب الإلكتروني لمحمد بن سلمان، لكنه -مع الأسف- حساب موقع بي بي سي العربي! قلنا ونكرر، إن العناصر الطائفية التي اخترقت الموقع ستأخذ القناة العريقة وسمعتها المهنية إلى الحضيض".
جدير ذكره، أن مؤسسة "بي بي سي"، هيئة الإذاعة البريطانية، تأسست عام 1922، وتعتبر من بين أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم، وتعرف وسط الإعلاميين بكونها "مدرسة الحياد والمهنية"، من خلال تغطيتها "المتزنة" لعدد من الأحداث والملفات في العالم.
وفق موسوعة "ويكيبيديا"، فإن الهيئة تعتبر من بين أكثر المؤسسات الإعلامية انتشارا في العالم، إذ تنشط بعدد من اللغات، تتوفر على 44 مكتبا، ويشتغل في طاقمها 3500 شخص، من بينهم 2000 صحفي.