كشف تحليل للبيانات أجرته شبكة CNN الإخبارية، الأحد 14 يونيو/حزيران 2020، أن أفراد الخدمة في الجيش الأمريكي من ذوي الأصول الإفريقية يعانون من تمييز عنصري شديد في ظروف العمل.
البيانات التي حصلت عليها الشبكة من وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ووزارة شؤون المحاربين القدامى، قدمت حقائق صادمة، مفادها أن أفراد الخدمة من ذوي الأصول الإفريقية تقل احتمالات ترقِّيهم إلى ضباط، وبسبب ذلك ترتفع احتمالات تعرضهم لإصابات بالغة أثناء مشاركتهم في مواجهات مباشرة، أكثر من زملائهم من ذوي البشرة البيضاء.
يقول ديفيد شولكين، الذي شغل سابقاً منصب وزير شؤون المحاربين القدامى في عهد ترامب، خلال مقابلة أجراها مع الشبكة: "في حين كانت هناك بعض الزيادة النسبية في أعداد ضباط الأقليات، فإنها لا تتناسب مع الزيادة العامة في أفراد الخدمة، ولذلك لديك أعداد كبيرة من أفراد الأقليات الذين يخدمون على الجبهات الأمامية، وتكون النتيجة ارتفاع نسبة التعرض لإصابات خطيرة بين هؤلاء الأفراد".
عدم تكافؤ الفرص: الشبكة أشارت إلى أن أحد أبرز القضايا التي يتعين مواجهتها هي عدم تكافؤ أعداد أفراد الخدمة من الأقليات في المناصب القيادية مع نسبتهم العامة في فروع الخدمة العسكرية.
إذ تشير بيانات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن أفراد الخدمة من السود لا يزالون ممثلين تمثيلاً ناقصاً بين صفوف الضباط، وذلك على الرغم من تجنيدهم بمعدل أعلى من الأقليات الأخرى ومن البيض مقارنةً بنسبتهم من سكان الولايات المتحدة.
حيث يمثل أفراد الخدمة من ذوي البشرة السمراء ما يقارب 19% من مجموع الأفراد المجندين، في حين لا تزيد نسبتهم بين الضباط على 9%.
أما أعضاء الخدمة من البيض، فإن الأمر على النقيض، ففي حين أن ثلثي أعضاء الخدمة المجندين هم من البيض، فإن نسبتهم بين رتب الضباط ترتفع إلى أكثر من ثلاثة أرباع العدد الكُلي، وهي مسألة سُلِّط الضوء عليها في أعقاب حادثة فلويد والأحداث التي لحقتها، على الأخصّ في منشور كتبه رئيس رقباء القوات الأمريكية، كاليث رايت، في وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري.
أول قائد عسكري أسمر: برزت هذا الشهر إشارة أخرى إلى مدى الافتقار إلى التنوع في المستويات العليا من الرتب العسكرية، وذلك عندما صوت مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، بالموافقة على تعيين الجنرال تشارلز كيو براون ليصبح أول عسكري من أصول إفريقية يتولى قيادة فرع عسكري أمريكي.
إذ في حين أن الخطوة قُوبلت بالترحيب كونها لحظة تاريخية للجيش الأمريكي، فإن حقيقة أنها حدثت بعد أكثر من 70 عاماً من صدور الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي هاري إس ترومان بإلغاء سياسة الفصل العنصري في الجيش الأمريكي، يبرز مدى التأخر في الإقدام على هذا التغيير.
أكثر عرضة للإصابات الخطيرة: كما تظهر مراجعة لبيانات وزارة شؤون المحاربين القدامى أن المقاتلين السود كانوا أكثر عرضة للإصابة بجروح خطيرة أثناء خدمتهم، وهو ارتفاع يرتبط ارتباطاً مباشراً بحقيقة ارتفاع نسبة أفرادهم في "الخطوط الأمامية" خلال فترة خدمتهم في الجيش.
بحسب البيانات، فإن ما يقرب من 31% من المحاربين القدامى المصابين هم من السود، والذين كذلك ترتفع بينهم نسبة المصابين بإصابات إعاقة تحول دون القدرة على الكسب لتبلغ 70%، مقارنة بنحو 23% بين المحاربين القدامى البيض المصابين.
يُذكر أن هذه البيانات والتحليلات قد ظهرت بشكل عام للنقاش في وسائل الإعلام بعد الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها الولايات الأمريكية على مدار أسبوعين ماضيين على خلفية مقتل المواطن الأمريكي الأسمر من أصول إفريقية جورج فلويد بعدما جثم شرطي على عنقه لما يقرب من 9 دقائق أثناء إلقاء القبض عليه.