"أشعر بالذنب للبقاء على قيد الحياة"، بهذه العبارة عبّر المواطن الأمريكي مايكل فلور عن صدمته بعد وصول فاتورة علاجه من فيروس كورونا الذي نجا منه بصعوبة، كما وصف المبلغ بأنه لا يصدق، فقد بلغ أكثر من مليون دولار أمريكي.
تقرير لشبكة "فوكس نيوز" ذكر، الجمعة 12 يونيو/حزيران 2020، نقلاً عن صحف محلية في ولاية واشنطن حيث يقيم فلور، أنه خرج من المستشفى بعد 62 يوماً واندهش من الفاتورة التي سلمت له وكان الملبغ 1.1 مليون دولار. وكانت الفاتورة تتكون من 181 صفحة بها تفاصيل إقامته في العناية المركزة منذ دخوله المستشفى للعلاج من كورونا.
تكاليف صادمة: لحُسن حظ الرجل البالغ من العمر 70 عاماً، فإن لديه تأميناً صحياً ما قد يسمح له بدفع مبلغ صغير في نهاية المطاف، وقد لا يضطر لدفع أي شيء لأنه كان مصاباً بفيروس كورونا، وفق ما نقلت الشبكة.
لكن فلور قال لصحيفة سياتل المحلية: "أشعر بالذنب للبقاء على قيد الحياة"، وأضاف أن شعوره بالذنب ينبع من معرفة أن دافعي الضرائب وعملاء التأمين الآخرين سيسهمون في تكلفة إبقائه على قيد الحياة.
"مليون دولار لإنقاذ حياتي، وبالطبع أود أن أقول إن هذا المال أنفق بشكل جيد، لكنني أعرف أيضاً أنني قد أكون الوحيد الذي يقول ذلك"، وفق ما نقل عنه.
تفاصيل الفاتورة: من بين المبالغ التي جاءت في الفاتورة هناك 408,912 دولاراً تكلفة لمدة 42 يوماً في غرفة وحدة العناية المركزة (ICU) التي كانت مجهزة بشكل خاص كغرفة عزل بسبب الطبيعة المعدية للفيروس.
بالإضافة إلى مبلغ 100,000 دولار للعلاج، بعدما عانى من فشل القلب والكلية والرئة أثناء إقامته بالمستشفى. وكلّفه استخدام جهاز التنفس الاصطناعي لمدة 29 يوماً مبلغ 82,215 دولاراً.
لكنه ليس الوحيد: فعندما أصيبت داني أسكيني الأمريكية بأعراض آلام الصدر وقصور في التنفس، توجهت للأطباء في أواخر فبراير/شباط، وخضعت للعلاج، لكنها تلقت بعد أيام فواتير الفحوص والعلاج التي بلغت 34.927 دولاراً تقريباً، حيث قالت أسكيني إنها كانت مصدومة، فهي على المستوى الشخصي لم تعرف أحداً لديه هذا القدر من المال.
قالت مجلة تايم الأمريكية إن أسكيني مثل 27 مليون أمريكي آخر لم يكن لديها تأمين صحي عندما دخلت المستشفى لأول مرة، وكانت تخطط مع زوجها للانتقال إلى العاصمة واشنطن حتى تستطيع الحصول على وظيفة جديدة، لكنها لم تبدأ بعد. والآن أصبحت هذه الخطط معلقة، وطلبت أسكيني الالتحاق ببرنامج تأمين الرعاية الصحية "ميديكيد"، وتأمل أن يغطي البرنامج فواتيرها. ولو لم يحدث ذلك ستكون في وضع صعب.
تقول "تايم" إنه في حين أن أغلب الناس المصابين بكوفيد 19 لن يكونوا بحاجة إلى تلقي الرعاية في المستشفى، بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن من يحتاجوا لدخول الرعاية الصحية يتوقعون على الأرجح فواتير كبيرة، بغض النظر عن التأمين الذين يتمتعون به.
التكلفة باهظة في أمريكا: خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، توصلت دراسة جديدة إلى أن تكلفة جائحة الفيروس التاجي على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات من النفقات الطبية المباشرة.
يقول الباحثون إن متوسط تكلفة علاج الإصابة الواحدة بالفيروس التاجي يبلغ 3045 دولاراً، وهذا المبلغ أعلى بـ4 مرات من تكلفة علاج الإنفلونزا و5 مرات عن حالة السعال الديكي. وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
مع إصابة ما يصل إلى 80% من الأمريكيين بالعدوى، ومع مراعاة التكاليف الطبية الأخرى مثل أجهزة التنفس الصناعي وتلف الرئة وتلف الأعضاء الأخرى، قد تواجه الولايات المتحدة فاتورة تصل إلى 654 مليار دولار.
علاوةً على ذلك، قد يتطلب انتشار الفيروس موارد مثل أسرّة المستشفيات وأجهزة التهوية التي قد يتجاوز ما هو متاح حالياً.
يقول الفريق، من كلية الدراسات العليا للصحة العامة وسياسة الصحة بجامعة سيتي نيويورك، إن النتائج التي توصل إليها تظهر كيف يمكن خفض التكاليف والموارد بشكل كبير إذا خفضت الولايات المتحدة من انتشار الفيروس.
وجدت الدراسة أنه إذا أصيب 20% من السكان بالعدوى، فإن متوسط التكلفة سيكون 214.5 مليار دولار في النفقات الطبية المباشرة، وإذا أصيب 80% فستكون التكلفة 654 مليار دولار.