قال مصدر أمريكي كبير، الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تتماشى حالياً مع ضم محدود لأراضٍ في الضفة الغربية، خلافاً لما يسعى له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ضم واسع لمستوطنات الضفة وكامل غور الأردن.
المصدر أدلى بهذه التصريحات لإذاعة "كان" العبرية، الخميس، مؤكداً أن إسرائيل مضطرة لتقديم خطة تفصيلية للإدراة الأمريكية تشرح فيها الأسباب التي ترى أن من مصلحتها المضي قدماً في هذه الخطة، حسبما أفاد به موقع Al-Monitor الأمريكي.
ضم جزئي: تتزامن هذه التصريحات مع تقارير عن تغيير في خطط الضم التي أعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والاكتفاء في هذه المرحلة بضم أراضي مستوطنة "معاليه أدوميم" في القدس، ومستوطنة "أرئيل" في سلفيت، و"تجمع عتصيون" الاستيطاني على الطريق بين بيت لحم والخليل، وهي أكبر 3 مجمعات استيطانية في الضفة الغربية.
المفترض بحسب التقارير، أن يعلن نتنياهو في البداية عن ضم هذه الكتل الاستيطانية الثلاث، دون ضم أراضي غور الأردن أو مناطق استيطانية.
يجدر بالذكر أن اتفاق حكومة الوحدة الموقّع بين بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس يمكّن رئيس الوزراء من البدء في دفع خطته للضم أمام الكنيست للتصويت عليها في الأول من يوليو/تموز، ومع ذلك، يبدو أن الأوضاع حالياً لا تسمح بذلك.
نتنياهو سبق أن تعهد مراراً بفرض السيادة الإسرائيلية على جميع مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن بمجرد توصله إلى اتفاق يتيح ذلك مع غانتس، وفي اجتماعه مع المستوطنين في 8 يونيو/حزيران، أكد نيته إعلان ضم المستوطنات في 1 يوليو/تموز، لكنه أقر أيضاً بأن ضم بعض أراضي الضفة الغربية الأخرى التي يفترض بإسرائيل ضمها أيضاً بموجب خطة ترامب للسلام سيستغرق على الأرجح مزيداً من الوقت.
بداية الكارثة: الجهات الأمريكية باتت تخشى تطبيق مشروع صفقة القرن، فقد وصف المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، مارتن إنديك، المشروع الإسرائيلي لضم الضفة الغربية والأغوار الشمالية بأنه "سيدفع إسرائيل إلى الهاوية".
حيث قال إنديك، السفير السابق لدى إسرائيل، في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي الخميس: "إن خطة الضم أثارت مخاوف بشأن مستقبل إسرائيل إذا استمرت كما هو مخطط لها"، مؤكداً أن "الضرر الذي يلحق بسمعة إسرائيل وعلاقتها بالدول العربية سيكون أمراً لا يمكن تعويضه".
فرصة لن تتكرر: نتنياهو من جهته، أكد مرارا على "ضرورة اغتنام هذه الفرصة التي لم تتكرر منذ 73 عاماً، خاصة مع وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض".
وقال: "يجب ألا نجعل ترامب يعتقد أننا لسنا مهتمين بالخطة (صفقة القرن)"، مشيرا إلى أن مساحة الأراضي التي تعتزم إسرائيل ضمها تقدر بـ30٪ من الضفة الغربية.
ردود فعل: رداً على ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشهر الماضي، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة.
كما لوحت دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل إن قامت بضم أجزاء من الضفة الغربية.