قال موقع Salon الأمريكي إن حملة ترامب كانت معتمدة بالأساس على دعامة الاقتصاد، إضافة إلى شعار فرض "القانون والنظام"، وهو ما يذكرنا بريتشارد نيكسون وجورج والاس في انتخابات عام 1968، لكن استطلاعات الرأي تُشير إلى أن ذلك لا ينجح مع ترامب.
وفقاً لما جاء في تقرير لوكالة Associated Press الأمريكية، نقلاً عن الصحفيين جونثان لومير وزيكي ميللر، فإن حملة ترامب تعيد تقييم وضبط استراتيجيتها.
وذكر الصحفيان في التقرير أنه "قبل أقل من خمسة أشهر من تقرير الناخبين لمصيره (ترامب)، يواجه الرئيس دونالد ترامب واقعاً سياسياً مختلفاً كلياً عما كان يتخيله من قبل في بادئ الأمر، ففي حال عُقدت الانتخابات سيخسر على الأرجح".
صحفيا Associated Press قالا كذلك إن حملة ترامب تشعر بالقلق من عدة أشياء مختلفة، بما في ذلك حماس الناخب الديمقراطي (الذي يبدو أنه أعلى مما كان عليه في الانتخابات الرئاسية عام 2016)، ومن استطلاعات الرأي التي تُظهر أن ترامب يأتي عقب بايدن في الشعبية، ومن استجابة الرئيس لجائحة فيروس كورونا.
احتجاجات فلويد قد تؤثر على ترامب: الأكثر من هذا، لا يبدو أن الشعار المكرر لترامب بفرض "القانون والنظام" سينجح، إذ أشارت استطلاعات رأي حديثة أن أغلب الناخبين يدعمون المحتجين على مقتل جورج فلويد، ويدركون أن الغالبية العظمى من المحتجين لا ينتهجون العنف.
كما أوضح لومير وميللر في تقريرهما أن "ترامب كان يواجه بالفعل احتمالات سياسية أصعب حتى من قبل مقتل جورج فلويد"، مضيفان: "الخسائر البشرية والاقتصادية المتزايدة من جراء جائحة كوفيد-19 -واستجابة الرئيس المتهورة (للجائحة)- كلفته دعم الدوائر الانتخابية التي تعتقد حملته الانتخابية أنها رئيسية في فوزه في نوفمبر/تشرين الثاني.
إذ عُلقت أنشطته الانتخابية لشهور، إضافة إلى ذلك فتمويل حملته الذي يمثل ميزة مقارنة بحملة بادين، برغم حجمه الهائل، لم يكن يزيد بالسرعة المأمولة لأن الجائحة أوقفت فجأة تبرعات المتبرعين الأثرياء".
استطلاعات الرأي لصالح بايدن: استطلاع رأي لشبكة CNN الأمريكية نُشر يوم الإثنين 8 يونيو/حزيران، كشف أن بايدن كان يتفوق على ترامب بنسبة 14%، بينما كان بايدن يتفوق على ترامب بنسبة 7% في استطلاع رأي شارك فيه كل من صحيفة Wall Street Journal وشبكة NBC ونُشر يوم الأحد 7 يونيو/حزيران.
ووجد استطلاع الرأي الثاني أن بايدن كان في وضع أفضل مما كانت المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2016 قبل خمسة أشهر من الاقتراع ذلك العام، إذ يحظى بايدن بأفضيلة 21% على ترامب بين الناخبات النساء، مقارنة بـ12% لكلينتون قبل أربع سنوات.
استطلاع رأي Wall Street Journal وNBC وجد أيضاً أن 55% من الناخبين يرفضون إدارة ترامب لأزمة فيروس كورونا، مقارنة بـ52% في شهر أبريل/نيسان و51% في شهر مارس/آذار. ووجد الاستطلاع أيضاً أن 59% من الناخبين أزعجهم مقتل جورج فلويد أكثر من الاضطراب المدني الذي حدث، وهي نسبة تشكل 54% من الناخبين البيض و78% من الناخبين السود.
وسائل الإعلام اليمينية على نحو مناهض ستزعم أن استطلاعات رأي CNN وNBC وغيرها متحيزة للحزب الديمقراطي، لكن لومير وميللر ذكرا أن الاستطلاعات الداخلية بحملة ترامب لا تبدو جيدة بالنسبة لفرص الرئيس.
كان الصحفيان ذكرا في تقريرهما أن "استطلاعات الرأي الداخلية بحملة ترامب واستطلاعات الرأي العامة أظهرت تراجعاً ثابتاً في دعم الرئيس بين كبار السن وفي الولايات، التي تحتدم فيها المنافسة التي كان يُعتقد في مرحلة ما أنها تميل على نحوٍ حاسم باتجاه الرئيس، وفقاً لستة مسؤولين حاليين وسابقين في الحملة ليسوا مخولين بالحديث علناً عن المحادثات الخاصة".
يأتي هذا في وقت يستعد فيه الناخبون في الولايات المتحدة الأمريكية، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، ما إذا كانوا يريدون أربع سنوات أخرى من رئاسة دونالد ترامب أم يرغبون في إدارة جديدة برئاسة نائب الرئيس السابق جو بايدن (المرشح الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية).