خصصت السيدة الأمريكية الأولى سابقاً، ميشيل أوباما، خطابها الافتراضي الذي وجهته لخريجي الجامعات والثانويات لسنة 2020، والذي نشر على الإنترنت، لمسألة الاضطرابات الأخيرة في أمريكا -وخاصةً قضية التفاوت العنصري، إذ طالبت الطلاب خاصة السود منهم والمنحدرين من أقليات أخرى، بالتعبير عن مواقفهم بكل حرية، وعدم الخضوع "لمن يطلب منهم الصمت".
وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الثلاثاء 9 يونيو/حزيران 2020، فإن ميشيل، تحدثت خلال أطول خطاباتها العامة في تاريخها، عن الاحتجاجات القائمة في أعقاب مقتل جورج فلويد، وصرحت قائلة: في ضوء الوضع الحالي للبلاد، عانيت من أجل العثور على كلمات الحكمة المناسبة حتى ألقيها على أسماعكم اليوم. لست هنا اليوم لأحدثكم بصفتي سيدةً أولى سابقة، بل بصفتي شخصاً حياً عادياً: أم، ومرشدة، ومواطنة معنية بمستقبلكم ومستقبل بلادنا".
هزة عنيفة: جاء خطاب ميشيل بعد ظهر يوم الأحد السابع من يونيو/حزيران، الذي ألقته من منزلها في واشنطن العاصمة لمدة تقل عن 18 دقيقة، ليشير إلى بالارتباك والاضطراب الذي قد يُساور الخريجين. كما أشارت خلال حديثها إلى تحدّيات العيش في عصر كوفيد-19، والخراب الذي أحدثه الفيروس.
تقول ميشيل: "تعرّضت أسسنا لهزّةٍ عنيفة على مدار الأشهر الأخيرة -ليس فقط نتيجة الجائحة التي سرقت أرواح الكثير من أحبائنا وقلبت حياتنا اليومية وحوّلت الملايين إلى عاطلين عن العمل، بل نتيجة تداعيات خطوط الصدع القديمة التي بُنيت عليها البلاد أيضاً، إذ باتت الآن خطوط العرق والسلطة مكشوفةً تماماً أمام الجميع لنواجهها من جديد".
كما أعربت ميشيل عن تعاطفها مع الخريجين الذين ربما تساورهم مشاعر الضياع أو الإرهاق، مُضيفةً أنّ تلك المشاعر تُساورها أيضاً.
إذ قالت: "وبالنسبة لمن يشعرون بأنّهم غير مرئيين: يجب أن تعلموا أنّ قصتكم مُهمة. وأفكاركم مهمة. وخبراتكم مهمة. ورؤيتكم لما يُمكن أن يكون عليه عالمنا -وما يجب أن يصير عليه- مهمة. لذا لا تسمحوا لأي شخص على الإطلاق أن يقول لكم إنّكم غاضبون أكثر من اللازم، أو إنكم يجب أن تُغلقوا أفواهكم".
ديمقراطيتنا ليست مثالية: حدّدت السيدة الأولى السابقة الأُسس الاجتماعية والسياسية والثقافية لتحديات اليوم التي أُثيرت على مدار عقود من عدم المساواة، قبل أن نلحظ عناوين الأخبار المُعاصرة، ثم تساءلت: "إذا لم نشعر بالأمان أثناء قيادة السيارة في الحي، أو الخروج للركض، أو شراء الحلوى، أو حتى مشاهدة الطيور -وإذا لم نستطع الاقتراب من الشرطة دون خوف على حياتنا-، فكيف سنستطيع رسم مسارنا الخاص في الحياة؟".
ميشيل، قالت أيضاً إنّ الشباب يجب أن يتقبّلوا عدم اليقين في الحياة، وأن يُوجّهوا طاقتهم وغضبهم إلى العمل.
وأردفت أنّ "ديمقراطيتنا ليست مثالية"، على الرغم من أنّها ستظل أساساً للتغيير. "لكنّها لن تنجح إن أسكتنا أنفسنا. ولن تنجح إن انسحبنا من العملية، وها نحن نشهد عواقب ذلك الآن".
كما ركّزت ميشيل على "القيم التي صمدت في مواجهة اختبارات الزمن، مثل: الأمانة والنزاهة والتعاطف والتراحم.
تقول بهذا الخصوص: "لم أعُد ساذجةً الآن، وأدرك أن بإمكانك صعود سلم النجاح وأنت تبيع الأكاذيب، وتلوم الآخرين على مواطن ضعفك، وتتجاهل الأشخاص الأقل حظاً وفرصاً، ولكنّها ستكون حياةً صعبة. وربما تبدو استراتيجيةً ناجحة على المدى القريب، لكن ثقوا بي أيها الخريجون حين أقول لكم إنّ الإنسان كما يدين يُدان".