كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 4 يونيو/حزيران 2020، أن نحو 60 حساباً من حسابات فيسبوك لعددٍ من المدونين والنشطاء البارزين في تونس عُطِّلَت دون إنذارٍ في نهاية الأسبوع. وأضاف التقرير أن هناك على الأقل 14 حساباً قد استُعيدت، لكن لم يُقدَّم أيُّ تفسيرٍ لهذا الإجراء من جانب شركة التواصل الاجتماعي العملاقة.
حذف حسابات: قالت آمنة الميزوني، الصحفية والناشطة التونسية التي تشارك في حملةٍ من أجل إنترنت مفتوح دون قيود: "لم يتلقوا أيَّ تحذيرٍ أو إخطارٍ مُسبَّق، وما مِن تفسيرٍ حتى الآن". وأضافت: "في النهاية تمكَّنا من استعادة 14 حساباً من خلال اللجوء إلى هيئة مراقبة الفساد التونسية IWatch، لكننا لا نعرف شيئاً عن بقية الحسابات".
كان الصحفي والمعلق السياسي، هيثم المكي، أول من أدرك أن حسابه قد توقَّف عن العمل، يوم الجمعة 29 مايو/أيار، فقال: "قيل فقط إن حسابي قد تعطَّل وإن هذا هو إخطاري الأخير. لم يكن هناك أيُّ تفاوض".
بالوضع في الاعتبار مكانته البارزة وتعليقاته الساخنة في بعض الأحيان، لم يكن المكي غريباً عن إثارة الجدل، ومع ذلك جاء تعطيل حسابه بصورةٍ تعسُّفية بمثابة المفاجأة.
قال المكي: "ما زلت لا أعرف ماذا حدث. سيكون جيِّداً أن أعتقد أننا لم نُستهدَف، لكنني أعتقد أنه من المُحتمَل أن تكون فقط الخوارزمية قد خرجت عن السيطرة".
كيف رد فيسبوك؟ تغيَّرَت علاقة تونس بـ"فيسبوك" على مدار السنوات التسع الفائتة. قالت الميزوني: "أعتقد أن أحد الأخطار الرئيسية هو أن فيسبوك ليست شفَّافة أمام التونسيين. على سبيل المثال في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي، لم نكن نعرف من يدفع أموالاً ولأيِّ إعلانات سياسية تذهب هذه الأموال ولماذا، رغم المطالب العديدة التي توجَّهَت بها المنظمات غير الحكومية لمعرفة ذلك".
في نهاية المطاف، ردَّت شركة فيسبوك على مطالبات المنظمات غير الحكومية بعد بضعة أشهر، رغم أن خطابها لم يتناول المخاوف المُحدَّدة المطروحة.
حين تواصلت صحيفة The Guardian البريطانية مع فيسبوك بشأن الحسابات المُعطَّلة، قالت الشركة: "ألغينا مؤخَّراً، بسبب خطأٍ تقني، عدداً صغيراً من الحسابات استُعيدَت الآن. لم نكن نحاول تقييد قدرة أحدٍ على كتابة المنشورات أو التعبير عن الرأي، ونعتذر عن أيِّ إزعاجٍ نتج عن ذلك".