قالت وزارة داخلية حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً إن 25 شخصاً من فرق نزع الألغام التي زرعتها ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر قُتلوا خلال عملهم، وأضافت الوزارة في مؤتمر صحفي، الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، أن ميليشيا حفتر زرعت ألغاماً روسية شديدة الانفجار.
إدانات دولية لحفتر: من جهة أخرى، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، الأربعاء، قوات حفتر بزرع ألغام روسية في الضواحي الجنوبية للعاصمة. وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك "إن مجموعة مسلّحة ومنتسبين إليها كانوا يقاتلون من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، استخدموا على ما يبدو ألغاماً أرضية مضادّة للأفراد، وأفخاخاً متفجرة في أواخر مايو/أيار 2020".
أضافت المنظمة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "أن مقاتلين منتسبين إلى قوات خليفة حفتر، التي تشمل قوات أجنبية، قد زرعوا ألغاماً أثناء انسحابهم من الأحياء الجنوبية للمدينة".
جاء التقرير بعد أيام من إعراب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها البالغ حيال تقارير تفيد بمقتل أو إصابة سكان في منطقتي عين زارة وصلاح الدين في طرابلس، جراء انفجار عبوات ناسفة محلية الصنع وُضعت في منازلهم أو بالقرب منها".
إذ قالت هيومن رايتس ووتش إن الألغام المضادة للأفراد التي تم العثور عليها في طرابلس، في مايو/أيار "مصنَّعة في الاتحاد السوفييتي أو روسيا".
أفعال داعش: على غرار ما فعله تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية، فإن قوات حفتر زرعت ألغاماً أرضية قبل انسحابها من الأحياء الجنوبية لطرابلس، لترتكتب جريمة حرب كبرى، ومتسببة في مأساة إنسانية في المدينة يُخشى أن تمتد آثارها لفترة طويلة.
فيما يشار إلى أنها تعلم أن انسحابها بلا رجعة، لذا فخخت قوات حفتر حتى بيوت النازحين في الأحياء الجنوبية لطرابلس، في محاولة للانتقام من المدينة التي دحرت الهجوم الذي بدأ قبل عام.
إذ أصابت عمليات تفخيخ أحياء قريبة من وسط العاصمة أنصار حفتر بطرابلس بالصدمة، وبعضهم يرفض التصديق أن من يسمون أنفسهم بـ"الجيش الوطني" والذين يزعمون أنهم جاؤوا لتحرير العاصمة، رحلوا مخلّفين وراءهم ألغاماً لقتل أبنائها!
كما أعادت عملية تلغيم الأحياء الجنوبية لطرابلس الأضواء إلى تشابه أسلوب قوات حفتر مع تنظيم داعش في مدينة سرت.
إذ إن زرع الألغام والعبوات الناسفة لا يختلف في شيء عن قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بتفخيخ مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، أواخر 2016، وهو ما أعاق السيطرة عليها عدة أشهر، وخلّف مئات الضحايا بين قتيل وجريح، بعضهم أصيب بعاهات دائمة.