اغتنم المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الرسمية اندلاع الاحتجاجات التي تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب مقتل جورج فلويد الأمريكي ذي البشرة السوداء بسبب طريقة اعتقاله العنيفة، ولم تخلُ تعليقاتهم من الشماتة، متهمين واشنطن بـ"النفاق" عندما قارنوا الاضطرابات بما يحدث في هونغ كونغ.
موقف رسمي صيني: بعد أيام من مشاهد الفوضى في الولايات المتحدة، نشرت هوا تشونيينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية على تويتر، الأحد 31 مايو/أيار 2020، عبارة "لا يمكنني التنفس" – كلمات فلويد الأخيرة قبل موته- وأرفقتها بلقطة شاشة لانتقاد نظيرتها الأمريكية لحملة الصين القمعية على هونغ كونغ، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
أعاد زميل تشونيينغ ليجيان تشاو، المتحدث باسم وزارة الخارجية، نشر العديد من التعليقات والتقارير عن الاحتجاجات، مثل تعليق نائب ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة، الذي اتهم فيه الولايات المتحدة بازدواجية المعايير. إذ قال ديمتري بوليانسكي: "لماذا تنكر الولايات المتحدة على الصين حقها في استعادة السلام والنظام في هونغ كونغ بينما تفرق بوحشية التظاهرات في الداخل؟".
رسالة سخرية من ترامب: تناولت أيضاً وسائل الإعلام الرسمية مشاهد الاضطرابات التي تشهدها الولايات المتحدة، وكتب "هو شي جين"، رئيس تحرير صحيفة Global Times الوطنية يوم السبت 30 مايو/أيار: "وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ذات مرة الاحتجاجات العنيفة في هونغ كونغ بأنها مشهد جميل يمتع النظر، بإمكان الساسة الأمريكيين الآن الاستمتاع بهذا المشهد الجميل من نوافذهم".
اتهم "هو جين" وجريدته الولايات المتحدة بالنفاق في سلسلة من التغريدات والمقالات الافتتاحية خلال مطلع هذا الأسبوع، إذ قال هو: "سيدي الرئيس، لا تختبئ وراء الاستخبارات السرية. اذهب وتحدث مع المتظاهرين بجدية. وتفاوض معهم، مثلما دعوت بكين إلى التحدث مع مثيري الشغب في هونغ كونغ".
أضاف في تغريدة أخرى أن الاحتجاجات في كلا البلدين انتهكت القانون وأفسدت النظام ونشرت الدمار، إلا أن الولايات المتحدة رأت أن احتجاجات هونغ كونغ مبررة، لكنها اعتبرت مثيلتها في الولايات المتحدة باطلة.
كذلك نشر حساب تويتر الخاص بصحيفة Global Times مقاطع من الاحتجاجات الأمريكية، تصور إحداها سيارة شرطة وهي تندفع نحو المتظاهرين في مدينة نيويورك، وأرفقه بتعليق جاء فيه: "جنود حفظ سلام أم قتلة عشوائيون؟".
الاضطرابات في هونغ كونغ: تأتي الاحتجاجات الأمريكية بعد ما يقرب من عام من المظاهرات الضخمة الداعمة للديمقراطية التي شهدتها هونغ كونغ والمعادية للحكومة الصينية، حيث كثيراً ما تُتَّهم الشرطة أيضاً باستخدام القوة المفرطة.
كانت الصين كثيراً ما سلطت الضوء على المشكلات في الولايات المتحدة للرد على الانتقادات الموجهة لسجلها في حقوق الإنسان، الذي يشمل طريقة تعاملها مع الأقليات أو تعاملها مع المحتجين في هونغ كونغ في الآونة الأخيرة.
كما ألقت بكين مراراً باللوم على "قوى أجنبية"، مثل الولايات المتحدة لتحريضها على احتجاجات هونغ كونغ ودفعها إليها.
يُشار إلى أن الاحتجاجات المُندلعة في أمريكا منذ مطلع الأسبوع الماضي جاءت بعد وفاة فلويد بسبب طريقة اعتقاله العنيفة من الشرطة، وتصاعدت الاحتجاجات بعد رد الشرطة بالغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وغيرها من المقذوفات، واستخدامها السيارات في بعض الحالات لصد المتظاهرين.
كما شهدت بعض المدن أعمال حرق ونهب، وواجهت الشرطة انتقادات في كافة أنحاء البلاد لاستخدامها القوة المفرطة، ومطالب بإيقاف طرق الاعتقال التعسفي للأمريكيين أصحاب البشرة السوداء.