أظهر مقطع فيديو لحظة اقتحام عدد من عناصر الشرطة الأمريكية لتظاهرة غاضبة في مدينة هيوستن بولاية ميزوري، وهم يمتطون الأحصنة، وهاجم أحدهم متظاهرةً ما جعلها تسقط تحت أقدام الحصان، في حين أعلنت الشرطة فتحَ تحقيق بالحادثة التي وقعت أثناء تظاهر غاضبين جراء قتل الشرطة للرجل ذي البشرة السوداء جورج فلويد، بسبب طريقة اعتقاله العنيفة.
تدخُّل عنيف: موقع Abc 13 News الأمريكي، نشر مقطع الفيديو الأحد 31 مايو/أيار 2020، للحادثة التي وقعت مساء الجمعة الفائت، وأظهر عدداً من المتظاهرين كانوا يحتجون وإلى جوارهم سيارة للشرطة.
تدخّل عدد من عناصر الشرطة واقتحموا جموع المحتجين على ظهور أحصنتهم، وبينما كانت إحدى المتظاهرات واقفة وهي ترفع لافتة، باغَتَها عنصرٌ من الشرطة من الخلف وهاجمها بحصانه، لتسقط أرضاً ويدوس عليها الحصان.
بسرعة هبَّ عددٌ من المتظاهرين إلى مساعدة الفتاة على الوقوف، وسط ارتفاع صيحات الاستهجان على ما فعله الشرطي، بينما وجَّه بعضُهم الشتائم وعبارات الغضب نحو بقية عناصر الشرطة.
كما عبَّر أمريكيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من طريقة اقتحام الشرطة للمظاهرة، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
بعد نشر الفيديو قالت الشرطة إنها فتحت تحقيقاً بالحادثة، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن مدينة هيوستن سجّلت الجمعة، 29 مايو/أيار 2020، 137 حادثة اعتقال، وإصابة 8 من عناصر الشرطة.
احتجاجات متواصلة: أشعل مقتل فلويد (46 عاماً) احتجاجات واسعة في العديد من الولايات الأمريكية، ووصلت إلى البيت الأبيض، حيث مقر الرئيس دونالد ترامب، وشهدت التظاهرات أعمال عنف واشتباكات مع الشرطة، واضطرت السلطات إلى فرض حظر تجول في بعض المناطق لإعادة الأمور للسيطرة.
يُطالِب المحتجون بتحسين طريقة التعامل مع الأمريكيين ذوي البشرة السوداء، كما يطالبون بوقف عمليات الاعتقال التعسفية بحقهم.
من جانبه، هدَّد ترامب بخيار اللجوء إلى الجيش لإيقاف الاحتجاجات، وقال السبت 30 مايو/أيار 2020، إن "الولايات والمدن يجب أن تصبح أكثر صرامة في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للشرطة، وإلا فإن الحكومة الاتحادية ستتدخل بإجراءات منها استدعاء الجيش وإلقاء القبض على الأشخاص".
وأضاف ترامب على تويتر "يجب على حكام الولايات ورؤساء البلديات الليبراليين أن يكونوا أكثر صرامة، وإلا ستتدخل الحكومة الاتحادية وتفعل ما يجب القيام به، وهذا يشمل استخدام القوة غير المحدودة لجيشنا والعديد من الاعتقالات".
يُشار إلى أن الشرطي ديريك شوفين الذي قتل فلويد فُصل من عمله مع ضبّاط آخرين متورطين في الحادثة، وتم اعتقاله واتهامه بالقتل العمد من الدرجة الثالثة، لكن عائلة فلويد رأت أن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات أقسى بحق شوفين.
كان شوفين قد ظهر في مقطع الفيديو الذي صَوَّر طريقة اعتقاله لفلويد، وظهر الشرطي وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وفي أثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه، إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته.