فايننشال تايمز: الأمم المتحدة تحقق في إرسال مقاتلات روسية إلى ليبيا لدعم حفتر

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/21 الساعة 20:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/21 الساعة 20:59 بتوقيت غرينتش
التحقيق مع طائرة مشبوهة في ليبيا / رويترز

شرع خبراء الأمم المتحدة، في إنجاز تحقيق حول أنباء تتحدث عن نشر ثماني مقاتلات روسية الصنع على الأقل داخل ليبيا من أجل دعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وفق ما أكده دبلوماسيون مطلعون على الملف الليبي.

تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية، الخميس 21 مايو/أيار 2020، أكد أنه في حال ثبوت ذلك، ستُمثّل تلك المقاتلات -التي يشتبه الخبراء في وصولها من سوريا- أحدث الأدلة على أنّ القوى العالمية المُتورّطة في الصراع السوري منذ تسع سنوات بدأت في تصعيد حربها بالوكالة لتبلغ ساحات القتال داخل ليبيا. 

مواجهة مباشرة: تشير المعطيات السالفة الذكر، أنّ الكرملين يزيد دعمه للجنرال حفتر، فيما يخشى الدبلوماسيون أنّ يُؤدّي ذلك إلى اندلاع مواجهةٍ مُباشرة بين روسيا وتركيا -التي تدعم فصائل ليبية مُنافِسة.

إذ قال مسؤولٌ أوروبي، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته: "ما الذي سيفعله الأتراك الآن، هل سيجلبون طائراتهم ثابتة الجناحين؟ لقد دخلنا فصلاً مختلفاً من فصول الرواية".

في حين قال وزيرا خارجية روسيا وتركيا إنّهما يدعمان وقف إطلاق النار الفوري في ليبيا، وذلك خلال محادثةٍ هاتفية أُجرِيَت يوم الثلاثاء 19 مايو/أيار بحسب تصريحات وزير الخارجية الروسي.

لكن وزارة الخارجية التركية حذّرت في بيانٍ مُنفصل من "العواقب الوخيمة" في حال استهداف المصالح التركية داخل ليبيا.

بينما يخشى الدبلوماسيون أن تزيد كافة الأطراف دعمها لمختلف الفصائل في النزاع الليبي.

تركيا، تدعم حكومة الوفاق المعترف بها دولياً من طرف الأمم المتحدة، بينما تدعم روسيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي لقيت عملياته الأخيرة رفضاً دولياً.

تسليح روسي ومرتزقة: قال فتحي باشاغا، وزير داخلية الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، لشبكة Bloomberg الأمريكية، إنّه حصل على معلومات تُفيد بدخول ست طائرات ميغ-29 وطائرتي سوخوي-24 على الأقل إلى المجال الجوي الخاص بالمنطقة التي تُسيطر عليها قوات حفتر شرقي ليبيا، وإنّ تلك الطائرات وصلت قادمةً من قاعدة حميميم الجوية في سوريا. وقال الدبلوماسي الغربي إنّ أعداد الطائرات الحقيقية "أكبر من تلك الأرقام بكثير"، مُضيفاً أنّ قوات حفتر لا تمتلك القدرة على التحليق بها.

إذ تعُجّ ليبيا حالياً بالمرتزقة الأجانب، ومن بينهم السوريون الذي وصلوا جواً لدعم جانبي الصراع خلال العام الجاري.

في حين افتتح حفتر، الذي يُسيطر على شرقي ووسط ليبيا، "سفارةً في دمشق" خلال شهر مارس/آذار.

كما يتواجد مئات المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة للقتال في صفوف قوات حفتر، بحسب الدبلوماسيين.

ولفرام لاشر، مُحلّل الشؤون الليبية في مؤسسة German Institute for International and Security Affairs البحثية، قال إنّ نشر مقاتلات ميغ ربما يستهدف "الحد من طموح تركيا الساعية إلى طرد حفتر من غربي ليبيا".

كما أضاف أنه في حال استخدام روسيا لمقاتلات ميغ-29؛ "فإنّ أوّل ما ستفعله هو قصف قاعدة الوطية، كما ستنسف الدفاعات الجوية في طرابلس ومصراتة.

موسكو تنكر: مراراً تقديمها الدعم العسكري لقوات حفتر، كما استنكرت تقرير الأمم المتحدة الذي قال الأسبوع الجاري إنّ المرتزقة الروس يُحاربون في ليبيا.

بينما اتّهمت الأمم المتحدة مراراً القوى الأجنبية بانتهاك حظر التسليح المفروض على ليبيا -إذ قال الدبلوماسيون إنّ الإمارات أرسلت نحو 10 آلاف طن من المعدات العسكرية إلى ليبيا العام الجاري من أجل دعم قوات حفتر. لكن الإمارات أنكرت إرسال طائرات تحمل الأسلحة إلى ليبيا.

كما يُحقّق خبراء الأمم المتحدة في شحن نحو 11 ألف طن من وقود الطائرات من الإمارات إلى بنغازي خلال مارس/آذار، وهو الوقود الذي يعتقد الخبراء أنّه يُستخدم للأغراض القتالية فقط بحسب الدبلوماسيين.

وقالت ستيفاني ويليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أمام مجلس الأمن الأسبوع الجاري إنّ الصراع بلغ "نقطة التحوّل، وما نشهده الآن من حيث التدفّق الهائل للأسلحة، والمعدّات، والمرتزقة إلى الجانبين لا يعني سوى أنّ هذه الحرب ستزداد شدةً وتوسّعاً وعمقاً. ومع زيادة التدخّل الأجنبي، سيضيع الليبيون أنفسهم في المنتصف".

تحميل المزيد