قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن منظمة الصحة العالمية أعلنت توجهها إلى إجراء تحقيقٍ مستقل وموضوعي في منشأ فيروس كورونا والتعامل الأوليّ مع تفشيه، بمجرد السيطرة على الجائحة، بحسب ما جرى التوافق عليه بين الهيئات الصحية العالمية في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للمنظمة الذي يُعقد عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد هذا العام، بداية من الإثنين 18 مايو/أيار.
التحقيق المقترح، الذي يماثل تحقيقات سابقة قادتها منظمة الصحة العالمية، مثل الاستقصاء الذي أعقب تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، لا يصل إلى حد التحقيق المستقل تماماً الذي تسعى إلى إطلاقه أستراليا والولايات المتحدة، لكنه يمثل تسويةً جرى التوصل إليها بوساطة من تحالف دولي قوي بقيادة الاتحاد الأوروبي والهند.
تحقيق الصحة العالمية: كما أنه من المرجح أن التحقيق الذي طُرح في مشروع قرار أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية يوم الإثنين، وجرى التفاوض بشأنه على نحو غير رسمي خلال الأسبوع الماضي، سيكون أقل استقلالية وأقل توجهاً نحو دور الصين في إبلاغ منظمة الصحة العالمية، عن النحو الذي أرادته أمريكا والتي وجهت انتقادات حادة للصين في الأزمة.
إلا أن الاختصاصات المحتملة للتحقيق ستعطي مجالاً لتقصي مدى التعاون الصيني مع منظمة الصحة العالمية، وحجم السلطات التي تمتلكها المنظمة للمطالبة بمزيد من تعاون الدول الأعضاء معها.
جاء الحل الوسط بعد أن أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ الجمعية بأنه يؤيد إجراء تقييم شامل، يتناول كل ما هو متعلق بمصادر الفيروس وطرق انتقاله.
شي قال: "إن الصين تدعم إجراء تقييم شامل للاستجابة العالمية للوباء، بعد السيطرة على الجائحة العالمية، لتلخيص التجارب ومعالجة أوجه القصور".
تقييم عاجل: من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه سيجري تقييمه المستقل في أقرب وقت مناسب، وإنه سيبحث في مسؤولية جميع الجهات الفاعلة بحُسن نية. وأضاف أن الفشل الأكبر هو عدم السعي لتعلم الدروس.
على الرغم من أن الاستفسارات الحالية ليست الأولى في شدتها، فقد تعرضت المنظمة لمثلها من قبل بشأن أوبئة سابقة، لكن الاستفسارات السابقة كانت تميل إلى الابتعاد عن انتقاد أداء دولة بعينها، مفضلةً بدلاً من ذلك اقتراح إصلاحات هيكلية.
وقد ناقشت منظمة الصحة العالمية لسنوات درجة السماح بتدخلها في شؤون الأمم المستقلة من حيث التعاون مع مشورة المنظمة أو الاستجابة لتوصياتها. ومع ذلك، فثمة واجب واضح لإبقاء منظمة الصحة العالمية على اطلاع فوري بأي أوبئة محتملة.
على الناحية الأخرى، من غير المرجح أن يجري الشروع في أي تحقيق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما يمنح دونالد ترامب والصين مساحةً للاستمرار في نشر نظريات المؤامرة بشأن مصدر الفيروس.
وعلى الرغم من أن تيدروس وجّه دعوة لكل من شي وترامب للمشاركة في قمة افتراضية، لكن ترامب لم يستجب.