كورونا يصيب الآلاف في السويد.. الحكومة عوَّلت على الثقة بالشعب ولم تطبق الحظر، فكانت النتائج “كارثية”

على الرغم من لجوء معظم البلدان حول العالم إلى الإغلاق التام تجنباً لمزيد من الإصابات التي خلفها وباء كورونا، برزت السويد كنموذج مختلف تماماً، حيث لم تفرض أية تدابير حجر صحي من الأساس، وظلت الحانات، والبارات، والمطاعم، ومحلات تصفيف الشعر، والصالات الرياضية، وحتى المدارس الابتدائية والإعدادية مفتوحة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/18 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/18 الساعة 17:43 بتوقيت غرينتش
social media\ علاج كورونا بالبلازما

على الرغم من لجوء معظم البلدان حول العالم إلى الإغلاق التام تجنباً لمزيد من الإصابات التي خلفها وباء كورونا، برزت السويد كنموذج مختلف تماماً، حيث لم تفرض أية تدابير حجر صحي من الأساس، وظلت الحانات، والبارات، والمطاعم، ومحلات تصفيف الشعر، والصالات الرياضية، وحتى المدارس الابتدائية والإعدادية مفتوحة.

لكن كانت هناك بعض الاستثناءات، إذ أُغلقت المدارس الثانوية والمتاحف، وأُلغيت المباريات الرياضية، ومُنعت التجمعات لأكثر من 50 شخصاً. وطُلب من السويديين الذين تتخطى أعمارهم 70 عاماً أو الأفراد الذين لا يشعرون بصحة جيدة، البقاء في المنزل. 

مطالب مهمة: كذلك طُلب من الشعب تطبيق إجراءات التباعد المجتمعي في الأماكن العامة، بالإضافة إلى ذلك حثت الحكومة السويديين على تجنب السفر الدولي غير الضروري، والحدِّ من التنقل بالسيارات في البلاد إلى ساعتين، وفق تقرير نشره موقع  France 24 الفرنسي الأحد 17 مايو/أيار 2020.

ولكن، حتى تلك التدابير التي تعد الأقل مقارنة بعديد من البلدان الأخرى لم تنفَّذ بصرامة. فلا يستطيع الشرطيون فرض الغرامات لإنفاذ التباعد المجتمعي، بل يطلبون من الناس الالتزام فحسب. 

المنهج السويدي: هذا، وقد لقي المنهج السويدي ثناء من أنصار اليمين الأمريكي مثل تاكر كارلسون، المذيع في قناة Fox News، الذي اقترح تطبيق النموذج السويدي بالولايات المتحدة

ففي دفاعها عن سياستها غير التقليدية، أشارت ستوكهولم إلى وجود مستويات عالية من الثقة بالمجتمع السويدي إذ يمكن توقع أن يحتاط الشعب دون أن يُطلب منه ذلك.

إلى ذلك فقد أظهرت الأرقام التي جمعها الموقع الإلكتروني Statisa المعني بتحليل البيانات، أن العدد الكلي لحالات كوفيد-19 المؤكدة في السويد يرتفع بانتظام منذ بداية أبريل/نيسان 2020، وقد تعدى الآن 29000 حالة.

أداء سيئ: وتشير الإحصائيات إلى أن السويد أدت أداءً سيئاً مقارنة بجيرانها من الدول الإسكندنافية، التي فرضت إغلاقاً صارماً. فيقول الخبراء إن دول الشمال الأخرى تمثل نماذج المقارنة الأنسب، فهي تتمتع بمستوى رعاية صحية مشابه، وتتسم بثقافة اجتماعية سياسية ومستوى ترابط مشابه.

دول أخرى: ومثل الحال في كثير من الدول الأخرى، فإن دور الرعاية كانت مصدراً للحزن بالتحديد. فعلى الرغم من منع الزيارات إليها في يوم 31 مارس/آذار 2020، فإن نصف هؤلاء السويديين الذين يعيشون في دور الرعاية، والذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً أو أكثر، توفوا إثر مرض كوفيد-19، هذا وفقاً للأرقام التي أعلِنَت في نهاية أبريل/نيسان. وقد حذَّر العاملون فيها من أنهم يعوزهم معدات الوقاية الشخصية.

هذا، وقالت الحكومة السويدية إن السياسات وُضعت بفاعلية على أيدي المسؤولين العلميين مثل آندريس تيجنيل، عالم الوبائيات الأول في الدولة، الذي أصبح من الشخصيات المشهورة في البلاد منذ بدء الجائحة.

علامات:
تحميل المزيد