قالت مصادر محلية إن السلطات في كوريا الشمالية بدأت حملة صارمة على ثقافة المراهقين، تستهدف المراهقين الذين يحتفظون بأغاني البوب ومقاطع الفيديو غير القانونية على هواتفهم المحمولة، في محاولة للحد من انتشار الثقافة الكورية الجنوبية.
المصادر أوضحت لإذاعة Radio Free Asia الأمريكية، الجمعة 15 مايو/أيار 2020، أن عقوبة أولئك الذين أمسكت بهم الحملة، التي بدأت في أواخر أبريل/نيسان، لن تقتصر على احتجازهم، بل سيواجه آباؤهم ومعلموهم أيضاً عقوبة شديدة.
هاتفك ليس ملكك! رغم أنه من المسموح استخدام الهواتف الذكية في كوريا الشمالية، تحوي جميع الهواتف الذكية في البلاد تطبيقاً يسمى "العلم الأحمر Red Flag" يعمل في الخلفية ويحتفظ بسجل لصفحات الإنترنت التي يزورها المستخدمون ويأخذ لقطات شاشة عشوائياً. ويمكن مشاهدة هذه اللقطات والسجلات، دون حذفها باستخدام تطبيق آخر يسمى "Trace Viewer".
بإمكان السلطات مراجعة لقطات الشاشة في أي وقت، ولكن بشكل عام، لا تفحص الشرطة إلا هواتف الأشخاص محل الاهتمام، أو تجري عمليات فحص عشوائية لطلب الرشاوى.
لكن الآن تستهدف الشرطة المراهقين وتدمر استمتاعهم بهواتفهم الذكية، بتوجيه من اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري.
منع تقليد الجنوبيين: قال مصدر في مقاطعة شمال بيونغان، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب قانونية، لخدمة RFA المعنية بالشؤون الكورية يوم الأربعاء: "في هذه الأيام، أصبح الاتجاه السائد بين المراهقين الاحتفاظ بالأغاني الكورية الشمالية المصنوعة على طريقة موسيقى البوب الكورية الجنوبية، ومقاطع الفيديو والكتب من مصادر غير معروفة، والصور والنصوص المقيدة المكتوبة بلغة كوريا الجنوبية (الهجاء، والمفردات، واللغة العامية)، على هواتفهم المحمولة وأجهزتهم الأخرى.
أضاف المصدر: "بناء على طلب اللجنة المركزية، بدأت السلطات في فرض رقابة على الهواتف المحمولة". وقال: "هم يعتقدون أن رغبة الأطفال في أن يقلدوا ثقافة الكوريين الجنوبيين تشكل تهديداً للنظام". لكن الصغار تلقوا تحذيراً.
فرق تفتيش: قال المصدر: "نظمت رابطة الشباب Kimilsungist-Kimjongilist المحلية اجتماعات طارئة لمنع الطلاب الشباب من نشر الثقافة الشبيهة بثقافة كوريا الجنوبية باستخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف المحمولة".
كما نظم قادة رابطة الشباب والسلطات فرق تفتيش لفحص أجهزة المراهقين من حين لآخر، وفقاً لمصدر آخر، وهو أحد السكان طلب عدم ذكر اسمه للتحدث بحرية.
بينما قال المصدر الثاني لإذاعة Radio Free Asia يوم الأربعاء: "الطلاب منشغلون بمسح جميع الملفات المحظورة من هواتفهم المحمولة وأجهزة التخزين الإلكترونية".
أضاف قائلاً: "يخزن الطلاب الصغار في مقاطعة ريانغانغ والمناطق الأخرى المتاخمة للحدود مع الصين ملفات غير قانونية على هواتفهم المحمولة، لأنه يمكنهم بسهولة الحصول على الموسيقى والدراما الكورية الجنوبية من الصين".