حذرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، السبت 16 مايو/أيار 2020، من ترجمة ملك الأردن عبدالله الثاني "تهديداته" لتل أبيب إلى خطوات فعلية حال ضمها أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، والتي قد تشمل تخفيض مستوى العلاقات.
في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، قال معلق الشؤون العربية بالقناة، روعي كايس، إن الخطوات يمكن أن تبدأ بتخفيض مستوى العلاقات بين الأردن وإسرائيل "فملك الأردن يدرك جيداً أنه حال تنفيذ خطوة الضم يمكن أن تتحول المملكة بشكل رسمي إلى وطن بديل للفلسطينيين، وبما أن ذلك أكبر كابوس للبيت الملكي الأردني، فقد حان الوقت لتصعيد النبرة تجاه إسرائيل".
يضم الأردن، وفق إحصائيات رسمية، نحو مليوني لاجئ فلسطيني، يعيشون في 10 مخيمات خاصة بهم، تتوزع في مختلف محافظات المملكة.
حول إمكانية إلغاء عمان معاهدة السلام الموقعة مع تل أبيب عام 1994، قال كايس إن "الطريق لإلغاء معاهدة السلام ما زال طويلاً، لكن تخفيض مستوى العلاقات أمر وارد بشدة "رأينا ما حدث لمنطقتي الغمر والباقورة؛ حيث استعادهما الأردن مؤخراً بعد 25 عاماً من تأجيرهما لإسرائيل على خلفية نقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل والجمود في عملية السلام مع الفلسطينيين".
إسرائيل احتلت منطقتي الباقورة (شمال) عام 1950 والغمر (جنوب) 1967، وعادت المنطقتان إلى السيادة الأردنية، بموجب معاهدة السلام، وتم تأجيرهما إلى إسرائيل لمدة 25 عاماً قبل أن يخطر الأردن تل أبيب في 2018، بنيته عدم تمديد تأجير المنطقتين لها.
كايس اعتبر أن "الرأي العام في الأردن، الذي دعم خطوة الغمر والباقورة، لن يعارض بالتأكيد خطوات أخرى من الجانب الأردني حال تنفيذ الضم".
الأردن والصدام الكبير: الملك الأردني قال في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية نشرتها الجمعة، إن إقدام إسرائيل على أية خطوات بضم أجزاء من الضفة الغربية، سيؤدي إلى "صدام كبير" مع بلاده.
عند سؤاله إذا ما كان سيعلق اتفاقية السلام الموقعة بين بلاده وإسرائيل عام 1994، أجاب الملك: "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، لكننا ندرس جميع الخيارات".
رد أمريكي على الملك: بعد ساعات من حديث الملك الأردني عبدالله الثاني عن صدام كبير سيحدث مع بلاده إن قررت إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، قالت واشنطن إن علاقةً وطيدةً تربطها مع عمّان، وأكدت دورها الخاص في الشرق الأوسط.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس قالت: "نحن نفهم بالتأكيد أن الملك قد أعرب عن مخاوفه اليوم، ومرة أخرى لهذا السبب نعتقد أنه من المهم العودة إلى رؤية الرئيس ترامب للسلام وإحضار جميع الأطراف إلى طاولة العمل من أجل خطة السلام هذه".
أضافت أورتاغوس أن "للولايات المتحدة علاقةً وثيقة مع دولة الأردن". وأكدت: "نعلم أن الأردن يلعب دوراً خاصاً في الشرق الأوسط، وله علاقته الخاصة بإسرائيل، ما نريده لكل من إسرائيل والأردن هو أن تكون العلاقة قوية على المستوى الأمني أيضاً وعلى المستوى الدبلوماسي والاقتصادي".
يقضي الاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشريكه في الائتلاف الحكومي المرتقب بيني غانتس بالبدء في طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة مطلع يوليو/تموز المقبل.