قالت وكالة الأناضول، الخميس 7 مايو/أيار 2020، إن القوات السعودية المتواجدة في نقاط التأمين بجزيرة سقطرى اليمنية قد انسحبت فجأة من مواقعها التي تشغلها وفقاً لاتفاق إنهاء التوتر بين القوات الحكومية التابعة لحكومة الرئيس منصور هادي المعترف به دولياً، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً والذي سبق أن أعلن انفصالاً وحكماً ذاتياً في الجنوب قبل أسبوعين.
انسحاب مفاجئ: مسؤول حكومي يمني، فضل عدم الكشف عن اسمه، أفاد للأناضول بأن القوات السعودية انسحبت من نقاط تأمين مدينة حديبو، عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، فجأة دون سابق إنذار، دون توضيح مزيد من التفاصيل حول معرفة أسباب الخطوة.
إلا أن المسؤول قد أشار إلى أن انسحاب القوات السعودية يتزامن مع عودة التوتر بالجزيرة وتحشيد من قبل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، والكتائب العسكرية المتمردة الموالية له.
لفت كذلك إلى أن طيراناً حربياً تابعاً للتحالف العربي يحلق فوق سماء مدينة حديبو ومقر قيادة اللواء الأول مشاة بحري الواقعة تحت سيطرة المتمردين ومسلحي "الانتقالي".
حشود عسكرية: في وقت سابق، دفع "الانتقالي" بتعزيزات عسكرية بحراً إلى جزيرة سقطرى، وفق مسؤول محلي، قال إن التعزيزات التي تعود لعناصر من خارج المحافظة توجهت فور وصولها لقيادة اللواء أول مشاة بحري.
تأتي هذه التطورات بعد طرد القوات الحكومية بسقطرى، الثلاثاء 5 مايو/أيار، مسلحين يتبعون الانتقالي اقتحموا مقر السلطة المحلية ورفعوا على بوابته الرئيسية علم دولة الجنوب السابقة.
وحتى اللحظة فشلت محاولات تسليم قيادة اللواء أول مشاة بحري بسقطرى، للقائد الجديد العميد علي سالمين أحمد (ينحدر من سقطرى)، الذي عينه الرئيس عبدربه منصور هادي، السبت 2 مايو/أيار 2020، عقب تعثر عملية تسليم اللواء للعميد طيار ناشر باجري (ينحدر من محافظة حضرموت)، وذلك إثر رفض وعرقلة رئيس أركان اللواء والقائم بأعمال قائد اللواء، العميد الركن ناصر قيس (ينحدر من محافظة أبين)، وتسليم الأخير مقر القيادة لمسلحي الانتقالي، بحسب مسؤول حكومي يمني.
محاولات الانتقالي: الجمعة الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بين القوات الحكومية من جهة، ومتمردين ومسلحين تابعين للمجلس الانتقالي، عقب محاولة الأخير اقتحام مدينة حديبو، إلا أن القوات الحكومية تمكنت من إفشال المحاولة التي كانت الثانية خلال يومين.
عقب تلك الاشتباكات توصلت القوات الحكومية والمتمردون والمجلس الانتقالي إلى اتفاق في مقر التحالف العربي بسقطرى، لإنهاء التوتر.
شمل الاتفاق تسليم النقاط الأمنية داخل مدينة حديبو لقوة مشتركة من قوات الأمن والبحرية اليمنية والتحالف العربي إضافة إلى انسحاب قوات الطرفين من المواقع المستحدثة وعودتها إلى ثكناتها.
يأتي التصعيد في سقطرى (تقع في إطار ما يعرف بالمحافظات الجنوبية)، عقب إعلان الانتقالي الجنوبي في 26 أبريل/نيسان الماضي، حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما سماها "الإدارة الذاتية للجنوب".
وتشهد سقطرى، بين الحين والآخر، محاولات سيطرة على مرافق حيوية ينفذها مسلحون مدعومون من الإمارات، إضافة إلى عمليات تمرد لكتائب في القوات الحكومية والانضمام إلى قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
تعد سقطرى؛ كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته مكون من 6 جزر، ويحتل موقعاً استراتيجياً في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الإفريقي، قرب خليج عدن.