احتجزت الشرطة الهندية في العاصمة نيودلهي، ظفر الإسلام خان، رئيس لجنة الأقليات، لدفاعه عن المسلمين في تغريدة نشرها على تويتر وجَّه خلالها الشكر للكويت لاهتمامها بمسلمي بلاده.
الشرطة الهندية اتهمت، الإثنين 4 مايو/أيار 2020، رئيس اللجنة (هيئة دستورية في البلاد) بانتهاك الدستور والتحريض على السخط، في قضية أدرجتها تحت بند "قضايا الفتنة".
تغريدة شكر ورَّطته: الأسبوع الماضي، قال خان في تغريدته: "أشكر الكويت على وقوفها بجانب مسلمي الهند، يعتقد الهندوس المتشددون أن العالم العربي لن يهتم بما يعانيه المسلمون في الهند من اضطهاد، هم نسوا أن المسلمين الهنود يتمتعون بمكانة كبيرة في العالم العربي وبين مسلمي العالم أجمع، لدورهم في خدمة القضايا الإسلامية على مر العقود".
أضاف خان: "أسماء مثل شاه ولي الله دهلوي، وإقبال، وأبو الحسن ندوي، ووحيد الدين خان، وذاكر نايك، وغيرهم من الأسماء يحظون باحترام كبير في العالم العربي والإسلامي".
تابع مخاطباً الهندوس: "أيها المتعصبون، اختار المسلمون الهنود حتى الآن عدم تقديم شكوى للعرب والعالم الإسلامي حول ما يعانونه من حملات كراهية وحالات قتل وإعدام وأعمال شغب".
فيما ذكر خان أنه في حالة اضطرار مسلمي الهند لتقديم شكوى للعالم الإسلامي فسينهار المتعصبون الهندوس.
الأقليات المسلمة بالهند: تتزايد مشاعر الإسلاموفوبيا في الهند تجاه المسلمين، وكان آخرها اتهام السلطات الهندية "جماعة التبليغ" بالتسبب في انتشار فيروس كورونا في البلاد.
كما وجَّهت نيودلهي تهمة القتل العمد لزعيم من "جماعة التبليغ"، على خلفية تنظيمه فعالية في مارس/آذار الماضي، قالت إنها تسببت في تفشي فيروس كورونا بالبلاد.
وأغلقت الشرطة الهندية مقرات الجماعة في العاصمة، ووضعت آلافاً من أتباعها، الذين حضروا هذا التجمع في الحجر الصحي.
كورونا يضاعف العداء: فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن شاباً هندياً مسلماً وجد نفسه في ورطة بعد أن وضع إعجاباً على منشور يندد بالهجمات ضد المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يدرك أن ذلك سيتسبب في هجوم جيرانه الهندوس على منزلهم ليلاً بالحجارة، قبل أن يُضرموا النار بورشة أبيه.
فيما بدأت الأقلية المسلمة التي يبلغ عدد أبنائها نحو 200 مليون نسمة بالهند تشعر بتزايد مطرد للكراهية تجاهها. وتعزز هذا الرهاب ضد المسلمين في ظلّ تفشي جائحة كورونا، وغذّاه بثّ سيل من الأخبار الكاذبة.
السلطات أوقفت رجلين على خلفية الهجوم على منزل هذا اللحام المسلم. بينما تتعرض العائلة لتهديدات بمزيد من الهجمات ما لم يحلق الرجال فيها لحاهم ويتوقفوا عن ارتداء القلنسوة الإسلامية، بحسب الشرطة المحلية.
ويعيش في الهند حوالي 154 مليون مسلم (14% من السكان)، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.
موجة جديدة من العنصرية: يُشار إلى أن الموجة الجديدة من الشائعات والعنصرية التي تستهدف 200 مليون مسلم في الهند في الأسبوع الأخير من شهر مارس/آذار، بدأت عندما ظهرت تقارير تفيد بأن الآلاف، ومنهم زوار من إندونيسيا وماليزيا، تجمعوا في مقر "جماعة التبليغ" -وهي طائفة مسلمة محافظة- في الحواري المزدحمة بمنطقة نظام الدين في دلهي.
وقد ثبتت إصابة مئات من أعضائها بالفيروس بعد أن أخلت السلطات المبنى. وفي 8 أبريل/نيسان، أصدرت وزارة الصحة بياناً طالبت فيه بعدم استهداف أي طائفة، لكنها لم تفعل الكثير لكبح جماح الغضب والتطرف.
محمد شميم وأسرته كان من بين هؤلاء المستهدفين، وبدأت مشاعر الكراهية تتنامى ضده بعدما بدأ بيع الفواكه والخضراوات الطازجة على شاحنات صغيرة وقيادتها في عمق قرى ولاية أُتَر برديش، عندما أعلنت الهند فرض إغلاق صارم على مستوى البلاد في 25 مارس/آذار. وبدأ أهالي القرى الهندوس في مضايقتهم وطلبوا من الآخرين عدم التعامل معهم.
وقال: "ثم بدأ المزيد من الناس في مضايقتنا بقولهم: "أنتم أيها المسلمون تنشرون هذا المرض، لا نريد أن تأتوا إلى هذه القرية". وطلبوا من الناس الذين اشتروا منا الخضراوات إعادتها".