أثارت شحنة مساعدات روسية مرسلة إلى إيطاليا أواخر مارس/آذار 2020، تساؤلاتٍ حول دوافع الكرملين إلى اﻹقدام على هذه الخطوة، في خضم التصدعات التي أصابت التضامن بين دول الاتحاد الأوروبي، في ظل معاناة روما لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، نقل عن قائد قوات حلف الناتو في أوروبا، تود وولترز، هذا الشهر، تعبيره عن قلقه، وتحديداً من وجود عناصر من الجيش الروسي في إيطاليا. وقال: "إنه من دواعي القلق. أولِي التأثير الروسي الخبيث كل الاهتمام الوثيق".
موقف روسيا: قال أندريا أرمارو، وهو متحدث سابق في وزارة الدفاع الإيطالية، إن روسيا كانت "تخطط لإضعاف أوروبا وإيطاليا". وشكَّك في الحاجة إلى أطباء عسكريين روس لتطهير المناطق، بينما هناك بالفعل فرق عسكرية نووية وبيولوجية وكيميائية في إيطاليا قادرة على تنفيذ المهمة.
أوضح قائلاً: "ولماذا هبطوا في براتيكا دي ماري، وهو مطار عسكري قريب جداً من روما، بدلاً من مطار بيرغامو أو حتى ميلانو؟ إذا كانت هذه عمليات صادقة بلا شيء تخفيه، فسوف تهبط في أقرب المطارات. [كان الروس] يستغلون حكومة (ودودة)، وأيضاً ضعيفة وغافلة".
عملية دعائية: أندريا أرمارو أضاف: "كانت أكبر وأنجح عملية دعائية تنفَّذ في أرض تابعة للناتو وعملياً بلا أي تكلفة. أتمنى أن يستيقظ أي شخص في واشنطن وبروكسل قبل أن يفوت الأوان".
في السياق نفسه، قال مارك غاليوتي، خبير الشؤون السياسية والأمنية الروسية: "لا يوجد بلد يقدم مساعدة إنسانية لمجرد طيب قلبه". وأضاف أن روسيا كانت مهتمة بتملق الإيطاليين وصياغة رواية جديدة حول الشراكة مع أوروبا. وأوضح قائلاً: "جميعنا في هذا معاً، وهو ما يمكن أن يُستخدم بوضوح لتخفيف العقوبات".
تعقيب الكرملين: من جانبه أنكر متحدث باسم الكرملين أن يكون الهدف من وراء المساعدات رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا، وقال إنه لم تكن هناك نقاشات حول "الظروف أو الآمال أو التوقعات".
بينما قال غاليوتي إنه يُحتمل أن يكون عملاء من الاستخبارات العسكرية قد انضموا إلى البعثة في إيطاليا "بدافع من العقلية الأمنية المعتادة داخل روسيا". لكنه أوضح أن وجودهم كان سيبدو "غير ذي صلة بكل وضوح، لأنه ليس هناك شيء سري حقاً بشأن هذه الجهود".
مشكلة متوقعة: فيما قال فرانشيسكو جاليتي، مؤسس شركة Policy Sonar، وهي شركة استشارات سياسية في روما: "تحاول إيطاليا الوصول إلى القوى الاستبدادية، وفي نهاية المطاف، سوف تتحول الصحبة التي تحتفظ بها إلى مشكلة".
ختم جاليتي كلامه بالقول: "تجب إثارة التساؤل حول ما إذا كنت تستطيع التقرب إلى أي شخص كما يحلو لك، أو ما إذا كانت هناك آداب؛ لأنه إذا كانت هناك آداب، فإن إيطاليا تنتهكها إذن انتهاكاً صارخاً".