9 من أصل 10 أشخاص تعرضوا لصدمات.. أزمات نفسية واكتئاب تطال أبناء كشمير بسبب القمع والرقابة الهندية

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/26 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/26 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
الصورة لكشميريين يبكون على رجل قتلته الشرطة الهندية/رويترز

نشرت صحيفة The New York Times الأمريكية تقريراً عن أزمة الصحة العقلية التي تعاني منها منطقة كشمير في الوقت الراهن، في ظل ظروف الإغلاق بسبب فيروس كورونا، في منطقة تعاني في الأساس من حملة عسكرية قمعية تشنها الحكومة الهندية على المنطقة. 

تقرير الصحيفة سلط الضوء على أمٍ هندية تدعى سارة بيغوم، التي بدأت معاناتها في 3 أغسطس/آب، عندما اقتحم رجال شرطة مقنعون منزلها، وتعاملوا بشدة مع ابنها، فايز أحمد مير، 28 عاماً، واصطحبوه بعيداً.

منذ إلقاء القبض على ابنها، صارت الأم هزيلة وغير مستقرة، لكنها وعائلتها يقولون إن أسوأ آلامها كانت عقلية وعاطفية. تتناول سارة الآن سيرترالين وليثيوم، وهي أدوية لعلاج الاكتئاب. إضافة إلى أنها حاولت الانتحار في مناسبتين، الأولى عن طريق تناول سم فئران، والثانية عن طريق إلقاء نفسها في النهر. 

تقول سارة: "عندما أغمض عيني، أرى ابني يصرخ ويقول: "أمي، أريد أن أراك".

 العاملون في مجال الصحة العقلية أكدوا أن كشمير تشهد زيادة مقلقة في حالات الاكتئاب والقلق والصدمة. 

زيادة حالات الانتحار: يصعب الوصول إلى بيانات موثقة، لكن العاملين المحليين في المهن الطبية يقولون كذلك إنهم يشهدون ارتفاعاً في حالات الانتحار، وارتفاعاً في معدلات العنف المنزلي المرتفعة بالفعل عند مستويات مقلقة.

العاملون في المهن الطبية قالوا إن حالة الإغلاق التي فرضتها الحكومة الهندية على مستوى البلاد في الأسابيع الأخيرة لمكافحة فيروس كورونا، زادت من سوء المشكلة.

 حتى قبل الأحداث التي وقعت في الأشهر الأخيرة، تسببت عقود من العنف بين قوات الأمن الهندية وأبناء كشمير السكان الأصليين، في خسائر بدنية وعقلية تعرضت لها المنطقة وأبناؤها. يعاني ما يقرب من 1.8 مليون شخص من أبناء كشمير، أو حوالي نصف إجمالي البالغين، من نوع ما من الاضطراب العقلي، وذلك حسبما قدرت منظمة أطباء بلا حدود بعد إجراء استقصاء شاركت فيه 5600 أسرة في 2015. إذ عانى 9 من أصل 10 أشخاص من صدمات ذات علاقة بالصراع. بحسب الاستقصاءات الأخرى، تعد الأرقام أكبر بكثير من نظيرتها في الهند.

طبيب نفسي بارز كان مصعوقاً: أوضح الدكتور ماجد شافي، وهو طبيب نفسي حكومي، إنه شهد العام الماضي زيارة مائة مريض كل أسبوع. أما الآن، فيستقبل أكثر من 500 مريض. ويبلغ إجمالي عدد الأطباء النفسيين في كشمير أقل من 60 طبيباً نفسياً.

يمتد طابور طويل خارج عيادة الدكتور شافي: من المراهقين الذين يعانون من الصدمة بسبب العنف، والأمهات القلقات للغاية على أبنائهن المعتقلين ولا يستطعن النوم، ورجال الأعمال الذين يتحملون على كواهلهم جبلاً من الديون التي تزداد أكثر وأكثر بسبب حالة الإغلاق التي أقفلت كل شيء تقريباً.

قال الدكتور شافي، وهو الطبيب الحكومي الوحيد الذي يخدم حوالي مليون شخص في منطقة بولواما: "ليس هذا إلا غيضاً من فيض. والأزمة آخذة في النمو".

اعتاد كثير من أبناء كشمير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للاختلاط بالناس، بسبب خطورة الخروج إلى الشوارع. لكنهم الآن يشعرون بعزلة تامة. ولا يزال الأطفال غير ملتحقين بالمدارس منذ أسابيع. إذ إن الطلبة لم يذهبوا إلى المدارس إلا لأسابيع قليلة بسبب الحملة القمعية العسكرية والإغلاق الناتج عن فيروس كورونا.

اعتُقل عديدون، بمن فيهم 3 رؤساء وزراء للولاية، بموجب قانون السلامة العامة، وهو قانون يسمح للسلطات باعتقال المشتبه فيهم بدون توجيه اتهامات لمدة تصل إلى عامين.

تحدث الأشخاص الذين أُطلق سراحهم مؤخراً عن الإذلال والخوف الذي عاشوه خلف القضبان.

السياسي بلال سلطان قال إنه أُودع السجن مع مئات المجرمين. وقد دخل في حالة اكتئاب. وأوضح أنهم أطلقوا سراحه في فبراير/شباط لأن أطباءه كانوا خائفين من أنه قد يقتل نفسه.

يتناول سلطان حبوباً منومة ويشكو من حلم يراوده، ويرى نفسه فيه يسافر إلى منتجع سياحي، قبل أن يوقفه الجنود ويطلقوا عليه رصاصة بين عينيه.

قال سلطان، 55 عاماً، مؤخراً في منزله الكائن بسريناغار: "كنت رجلاً قوياً جداً. والآن صرت أخشى أطفالي". 

علامات:
تحميل المزيد