أظهرت صور أقمار صناعية، راجعها مركز أبحاث مختص بكوريا الشمالية مقره واشنطن، قطاراً خاصاً يرجَّح أنه خاص بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، عند منتجع يقع في شرق البلاد، وذلك وسط تقارير متضاربة بشأن صحة كيم ومكانه.
غموض حول كيم: مركز "38 نورث" الأمريكي ذكر في تقريره، أن القطار كان متوقفاً في محطة القيادة بمنطقة ونسون، يومي 21 و23 أبريل/نيسان 2020، مضيفاً أن المحطة مخصصة لعائلة كيم جونغ، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أشار المركز إلى أن القطار ربما يخص كيم، وأضاف أن "وجود القطار لا يثبت مكان وجود الزعيم الكوري الشمالي، ولا يشير إلى أي شيء بشأن صحته، لكنه يعزز التقارير التي أفادت بأن كيم يقيم في منطقة للنخبة على الساحل الشرقي للبلاد".
من جانبها، قالت شبكة CNN الأمريكية، إن مكان توقُّف قطار كيم جونغ يثير عدداً من الأسئلة والتكهنات، وأشارت نقلاً عن مراسلها الذي كان يزور منطقة وان سان حيث يوجد المنتجع الفاخر، الذي يتوقَّع وجود الزعيم الكوري فيه، إلى أن كيم جونغ عادةً ما يتنقل في المنطقة عبر السيارة أو الطائرة الخاصة، وأنه يقصدها في فصل الصيف للاستجمام.
أضاف مراسل CNN أن وجود القطار بجانب منتجع كيم جونغ "قد يشير إلى أنه يحضر موكباً جدياً سيحدث خارج وان سان"، مشيراً هنا إلى أن كيم عندما التقى رئيسَي الصين وأمريكا كان قد ذهب بقطاره.
لكن مراسل الشبكة الأمريكية لفت أيضاً إلى ما يُقال عن أن "والد كيم جونغ أون، كيم جونغ إيل، فارق الحياة في قطاره، وأُعيد بطريقة رسمية جداً في القطار"، معتبراً أن الوضع بكوريا الشمالية يحتاج إلى مراقبة عن كثب.
الصين زادت الغموض: تزايدت التكهنات حول صحة كيم بعدما أرسلت الصين فريقاً إلى كوريا الشمالية، يضم خبراء صحة لتقديم المشورة فيما يتعلق بصحة الزعيم الكوري، وذلك وفقاً لما قالته 3 مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
كذلك أثار غياب كيم جونغ عن مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية لميلاد جده كيم إيل سونغ مؤسس كوريا الشمالية، وكذلك غيابه عن ذكرى تأسيس القوات المسلحة، التكهنات حول تدهور صحته، لا سيما أن وسائل الإعلام الكورية الشمالية تلتزم الصمت تماماً.
فقد كانت آخر مرة تحدثت فيها وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية بشأن مكان كيم، عندما أوردت خبراً عنه وهو يرأس اجتماعاً في 11 أبريل/ نيسان 2020.
كانت وسائل إعلام يابانية قد ذكرت السبت 25 أبريل/نيسان 2020، أن كيم جونغ "يوجد الآن في حالة غيبوبة، بعد أن خضع لعملية جراحية على مستوى القلب، في الأيام القليلة الماضية"، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
يُشار إلى أن موقع "ديلي إن.كيه" الإلكتروني الذي مقره في سيول، كان أول من ذكر بالأسبوع الماضي، أن كيم يتعافى بعدما أُجريت له عملية في القلب في 12 أبريل/نيسان. ونشر الموقع النبأ نقلاً عن مصدر بكوريا الشمالية لم يفصح عن هويته.
تعليق أمريكا: في تعليقه على التقارير حول صحة كيم جونغ، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مما يقال عن مرض كيم، وقال للصحفيين: "أعتقد أن التقرير غير صحيح"، لكنه أحجم عن توضيح ما إذا كان على اتصال بمسؤولين في كوريا الشمالية.
والتقى ترامب، كيم في ثلاث مناسبات؛ في محاولة لإقناعه بتخلي كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية الذي يهدد الولايات المتحدة وجيران كوريا الآسيويين. ورغم توقف المحادثات فإن ترامب لا يزال يصف كيم بالصديق.
من جانبه قال مسؤول كبير في البنتاغون -لم يُكشف عن هويته- في تصريح لمجلة Newsweek: "لا يزال مستوى تأهب جيش كوريا الشمالية ضمن المعايير السابقة المتعارف عليها، ولا توجد أية أدلة إضافية تشير إلى تغيير جوهري في وضعية الدفاع أو تغييرات على مستوى القيادة المحلية".
يُذكر أنه في عام 2014، اختفى كيم عن الأنظار أكثر من شهر، ثم عاود الظهور على وسائل الإعلام الكورية الشمالية وهو يعرج.