كشف عملاء سابقون في الاستخبارات الأمريكية أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون منع قتل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وبالتالي تجنيب البلاد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي قتلت قرابة 3 آلاف شخص، وذلك في فيلم وثائقي جديد يُضعف تبرير كلينتون لعدم قتله بن لادن.
كلينتون كان متردداً: موقع The Daily Beast الأمريكي قال الإثنين 20 أبريل/نيسان 2020، إن كلينتون تحدث صراحةً عن كيف أنه كان بإمكانه قتل بن لادن، لكنه لم يقدم على ذلك.
كان كلينتون قد اعترف لجمهورٍ أسترالي قبل 10 ساعات من اصطدام طائرتين بمركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قائلاً: "كان في قبضتي تقريباً. وكان بإمكاني قتله، لكن كنت سأضطر إلى تدمير بلدة تسمى قندهار في أفغانستان وقتل 300 امرأة وطفل أبرياء، وحينها لن أكون أفضل منه، لذا لم أقدم على ذلك ببساطة".
لكن في الفيلم الوثائقي الجديد "The Longest War"، من إخراج غريغ باركر، يكشف عملاء سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أنه كان لديهم فرصة أخرى لتصفية أسامة بن لادن مع أضرار جانبية ضئيلة.
بوب غرينيه، الذي كان رئيس مركز الاستخبارات المركزية في إسلام آباد في باكستان أثناء رئاسة بيل كلينتون، قال في الفيلم: "كان بن لادن يتحرك باستمرار، وكنا نستخدم شبكات القبائل الأفغانية للإبلاغ عن تنقلاته وأماكن وجوده".
عندما كشفت شبكات القبائل الأفغانية أن قافلة ربما سيكون ضمنها بن لادن قد تسافر على طول طريق بعينه، اقترحوا أن تزرع القوات الأمريكية عبوات ناسفة مخبأة على طول ذلك الطريق لتصفية زعيم القاعدة، لكن غرينيه قال لهم إنهم "يخاطرون بالتعرض للسجن" إذا فعلوا ذلك، وذلك كله بفضل الرئيس كلينتون.
كذلك أوضح غرينيه في الفيلم أن "الاستخبارات المركزية الأمريكية كان لديها ما يدعى مشروع قانون lethal finding -أي إيجاد الهدف بطريقة مميتة- الذي وقعه الرئيس كلينتون وينص على أن بإمكاننا الاشتباك في نشاط مميت ضد بن لادن، لكن الغرض من هجومنا لا يجب أن يكون قتله"، مضيفاً: "كنا مطالبين بالأساس بنقل هذا التهديد إلى الولايات المتحدة دون عناء".
كثير من اللوم لكلينتون: من جانبه قال مخرج الفيلم إنه "يصعب تصديق ذلك في الوقت الحالي، لكن آنذلك في أواخر التسعينيات، كان أغلب مؤسسة الأمن القومي في واشنطن، بما في ذلك الرئيس كلينتون، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، لا يعتبرون ببساطة بن لادن والقاعدة تهديداً خطيراً".
أضاف باركر أن بضعة مسؤولين أمريكيين ممن رأوا بوضوح التهديد الذي يلوح في الأفق، حاولوا دون جدوى دق نواقيس الخطر عند أعلى مستويات (الإدارة)، وتابع: "لكن عادة ما كانوا يتعرضون للتجاهل وحتى السخرية".
أما أليكس غانسا، المنتج التنفيذي للفيلم الوثائقي، فقال لموقع The Daily Beast: "هناك كثيرون للومهم.. لم يمتلك بيل كلينتون الشجاعة لفعل ما كان ضوروياً قبل 11 سبتمبر/أيلول، وجورج بوش لم يأخذ التهديد على محمل الجِد بما يكفي عندما تولى الرئاسة، ثم تفاعل على نحوٍ مبالغ فيه بشدة عندما تحقق التهديد، وأوباما لم يفعل ما وعد به خلال حملته الانتخابية، تحديداً إنها الحروب".
ينتهي مقطع نشره الموقع الأمريكي للفيلم الوثائقي بخاتمة تشد المشاهدين، وتضمن تعليقاً من مارتي مارتن، الذي كان يشغل آنذاك منصب ضابط في مكافحة الإرهاب لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
يقول مارتن: "التهديد كان حقيقياً"، مضيفاً: "لو أن الرئيس كلينتون تحرك وقتل أسامة بن لادن، لما كانت هناك أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ولو لم تكن هناك أحداث 11 سبتمبر/أيلول لما كانت هناك أفغانستان، وإذا لم يكن هناك أفغانستان لما كان هناك عراق. كيف كان سيبدو العالم؟".
يُذكر أن بن لادن قُتل في العام 2011، بعدما تمكنت قوة مغاوير أمريكية من مباغتته عندما كان في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلاً برصاصة في الرأس، ثم ألقت بجثتهِ سراً في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.