لن يكون بمقدور أكثر من مليون أسرة أمريكية الاستفادة من "الدعم التحفيزي" الذي يقدم لهم من أجل مساعدتهم على تجاوز الانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا، لسبب وحيد، هو أنهم متزوجون من مهاجرين، وذلك وفقاً لما أكدته سيناتورة أمريكية.
تقرير لصحيفة CBS News، الأربعاء 22 أبريل/نيسان 2020، أكد أن شروط دائرة الإيرادات الأمريكية، المحدِّدة للفئات المستفيدة من هذا الدعم التحفيزي ستحرم 1.2 مليون أسرة من الحصول عليه، لأن أحد أفرادها من المهاجرين، وهو الرقم الذي أحصاه معهد سياسة الهجرة الأمريكي.
أخبار سيئة: توالت أخبار سيئة على الأمريكيين في الفترة الأخيرة، الذين يعانون بشكل كبير من ويلات الانكماش الاقتصادي، وهو ما تؤكده أرقام البطالة المرتفعة في البلاد، وعدد الذين تقدموا بطلب الإعانات على البطالة.
هذه الأزمة لن تؤثر فقط على المهاجرين في أمريكا، بل أيضاً على أسرهم الأمريكيين، من دافعي الضرائب، إذ تقول دائرة الإيرادات الأمريكية إن من سيحصل على شيكات التحفيز هما شريكا الزواج اللذان يملك كلاهما رقمي ضمان اجتماعي. وهذا يعني فعلياً استبعاد المهاجرين الشرعيين الذين يستخدمون الرقم الضريبي للأفراد.
هي مفاجأة غير سارة أيضاً لبعض دافعي الضرائب الأمريكيين، الذين كانوا يعتمدون على المدفوعات الحكومية، لمساعدتهم في تجاوز الانكماش الاقتصادي.
كلير سيلسي، السيناتورة عن ولاية آيوا، كتبت في تغريدة لها على تويتر: "اتصل بي العديد من سكان أيوا من دافعي الضرائب والمواطنين الأمريكيين، وعلمت أنهم لا يتلقون شيكات التحفيز إذا كانوا متزوجين من مهاجرين".
هذا الاستبعاد يؤثر أيضاً على الأطفال، وفقاً لصحيفة Los Angeles Times، التي تحدَّثت في وقت سابق عن تأثيره على مواطني الولايات المتحدة المتزوجين من المهاجرين.
نصف المبلغ: دائرة الإيرادات الداخلية قالت إن دافعي الضرائب من المواطنين الذين يقدمون إقراراتهم الضريبية بشكل منفصل عن أزواجهم المهاجرين، الذين لا يملكون رقم الضمان الاجتماعي، سيحصلون على نصف المبلغ.
ما قد يمنح بعض الأزواج فرصة لتقديم إقراراتهم الضريبية بشكل منفصل، نظراً لأن الموعد النهائي لتقديمها لعام 2019 تأجل إلى 15 يوليو/تموز، إلا أن العديد من دافعي الضرائب قدموا إقراراتهم لعام 2019 بالفعل.
فيما تؤكد الدائرة أيضاً على أن هذه المسألة لن تؤثر على أفراد الجيش الأمريكي، فإذا كان أي من الزوجين عضواً في القوات المسلحة في أي وقت خلال السنة الضريبية، فيُلزم أحدهما فقط بالحصول على رقم ضمان اجتماعي ساري المفعول.
المهاجرون في أزمة: يعتقد بعض خبراء السياسات أن هذه الطريقة تؤذي المهاجرين، فالمهاجرون الشرعيون في النهاية يدفعون الضرائب، ويساهمون في الاقتصاد، وهم أيضاً تأثروا بالانكماش الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا.
فقانون المساعدات والإغاثة والأمن الاقتصادي لفيروس كورونا، الذي يُعرف اختصاراً بـCARES، ينص على استبعاد المهاجرين من مدفوعات التحفيز، باستثناء وحيد: من يحملون البطاقة الخضراء.
خلافاً لذلك، فالمهاجرين ليسوا مؤهلين للحصول على المدفوعات، رغم أن المهاجرين الشرعيين المسجلين في الولايات المتحدة على تأشيرات عمل يدفعون الضرائب أيضاً.
يُشار إلى أن 2.3 مليون مواطن أجنبي كانوا مسجلين على تأشيرات مؤقتة عام 2016، وفقاً لمعهد سياسة الهجرة.