أكدت تقارير رسمية أمريكية إهدار المزارعين في البلاد ملايين اللترات من الحليب يومياً، وإتلاف الأطنان من المحاصيل الفلاحية من فواكه وخضراوات، بالإضافة إلى ملايين البيضات في اليوم؛ من جراء تداعيات فيروس كورونا.
أما اقتصادياً، فقد بلغ عدد المواطنين الذين فقدوا أعمالهم وطلبوا إعانات بطالة من الحكومة منذ تفشي كورونا، 22 مليون شخص، بحسب ما أعلنته وزارة العمل الأمريكية، الخميس.
لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دول العالم تضرراً من جائحة كورونا، سواء على صعيد الوفيات والإصابات أو على صعيد الاقتصاد والعمل.
فحتى مساء الجمعة 17 أبريل /نيسان 2020، بلغت إصابات كورونا في الولايات المتحدة أكثر من 680 ألف شخص، توفي منهم ما يزيد على 34 ألفاً، بحسب أرقام منصة "ورلدو ميتر" التي ترصد مختلف الإحصائيات حول العالم.
5 مليارات دولار تتعفن
صحيفة "ذا هيل" أكدت، الجمعة، أن المزارعين الأمريكيين بات من الصعب عليهم بيع منتجاتهم ومحاصيلهم من الخضراوات والفواكه الطازجة نتيجة إغلاق المطاعم والمدارس والجامعات والشركات؛ لمنع تفشي كورونا.
نتيجة لذلك، وحسب المصدر نفسه، فإن المزارعين يضطرون إلى ترك محاصيلهم تتعفن في الحقول؛ لعدم قدرتهم على تصريفها، بسبب حالة الإغلاق التي تسبب فيه الفيروس التاجي، رغم خلو الأسواق منها وحاجة الأمريكيين إليها.
من جانبها، ذكرت جمعية تسويق المنتجات (مجموعة تجارية صناعية، مقرها الولايات المتحدة)، أنه تم إهدار خضراوات وفواكه طازجة بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي، في الولايات المتحدة، بسبب تفشي كورونا.
حتى قبل الأزمة، كانت الولايات المتحدة تهدر 40% من محاصيلها الغذائية سنوياً، بحسب بيانات وزارة الزراعة، لكن معظم ذلك الهدر كان يحصل على مستوى المستهلكين، لا المنتجين أو الموزعين كما هو الحال الآن، إذ إن كل عائلة من 4 أفراد في الولايات المتحدة تهدر أطعمة سنوياً بقيمة أكثر من ألفي دولار.
لكن الوضع الآن مختلف، فحالة الانهيار في المنظومة الغذائية، التي تسبب فيها فيروس كورونا، فاجأت حتى الخبراء.
كاثي بيرنز، الرئيسة التنفيذية لجمعية تسويق المنتجات، تقول للصحيفة إن "هناك منتجات يتم هدرها على الأرض بشكل مباشر، ولدينا أيضاً شعب بأكمله في حاجة ماسة للأطعمة المغذية وناس يعانون من الجوع"
كما تضيف بيرنز قائلة: "لدينا مئات الآلاف من المزراعين الذين تتكدس عندهم المنتجات، ذلك لأنه ليست لديهم الوسائل المالية لنقلها وتوزيعها في أنحاء البلاد".
14 مليون لتر حليب يومياً
ليست الفواكه والخضراوات المنتجات الغذائية الوحيدة المتضررة من كورونا، هناك أيضاً منتج الحليب الذي كان هو الآخر ضحية الوباء في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية.
جمعية "مزارعي منتجات الألبان في أمريكا" التعاونية، وهي الأكبر من نوعها في البلاد، تقدِّر الكمية التي يهدرها المزارعون من الحليب بنحو 3.7 مليون غالون (14 مليون لتر) يومياً، بسبب تعطُّل طرق الإمداد وحالات الإغلاق والانخفاض الحاد في أسعار منتجات الألبان، كما أن هناك تقديرات بإتلاف مزرعة الدواجن الواحدة نحو 750 ألف بيضة أسبوعياً.
خسائر فادحة
على الرغم من الطلب الشديد على المواد الغذائية الأساسية مثل منتجات الأجبان في ظل وباء كورونا، فإن تقريراً نشره المنتدى الاقتصادي العالمي على موقعه الإلكتروني، قبل أيام، يؤكد أن سلاسل توريد الحليب عرفت صعوبات كبيرة منعت المزارعين من إيصال منتجاتهم إلى الأسواق.
كما أن الإغلاق الجماعى للمطاعم والمدارس، وفق التقرير نفسه، أدى إلى تحوُّل مفاجئ وإجباري من أسواق الجملة إلى متاجر التجزئة؛ وهو ما سبب كوابيس لمحطات اللوجيستيات والتعبئة والتغليف المرتبطة بمعالجة اللبن والجبنة والزبدة.
بل أكثر من ذلك، حتى لو شهد تجار التجزئة ارتفاعاً كبيراً في مبيعات المواد الغذائية، فإن ذلك الارتفاع يبقى غير كافٍ لاستيعاب جميع المواد الغذائية القابلة للتلف التي تم زرعها قبل أسابيع والمخصصة للمدارس والشركات.
ففي أمريكا دائماً، أكدت تقارير محلية أن أسعار منتجات الحليب والألبان في الولايات شهدت انخفاضاً بنسبة 40% خلال السنوات الست الماضية، بسبب وفرة المنتج في سوق الألبان الأمريكية، وزيادة استهلاك المستهلك لبدائل الحليب، مثل حليب الصويا واللوز والشوفان.
هذا في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الزراعة الأمريكية إغلاق أكثر من 3 آلاف مزرعة ألبان في البلاد، العام الماضي.