مستلزمات طبية تعوض الصواريخ بعرض عسكري.. الإندبندنت: جنرال إيراني يروج لجهاز مزيف لكشف كورونا

القائد العام للحرس الثوري الإيراني يروِّج لما يبدو أنه الجهاز المزيَّف نفسه للكشف عن القنابل، الذي استخدمته قوات الأمن الأفغانية والعراقية سابقاً، باعتباره أداةً لمكافحة كورونا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/17 الساعة 18:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/17 الساعة 18:18 بتوقيت غرينتش
الحرس الثوري الإيراني/رويترز

قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، إن القائد العام للحرس الثوري الإيراني يروِّج لما يبدو أنه الجهاز المزيَّف نفسه للكشف عن القنابل، الذي استخدمته قوات الأمن الأفغانية والعراقية سابقاً، باعتباره أداةً لمكافحة فيروس كورونا المُستجَد. 

بينما استعرضت إيران، الجمعة، عربات التعقيم والمستشفيات المتنقلة ومعدات طبية أخرى في العيد الوطني للجيش، وفق ما ذكره تقرير لـ"رويترز".

أدوات مزيفة: ظَهَرَ اللواء حسين سلامي، أكبر مسؤولٍ في النخبة العسكرية الموازية للجيش الإيراني، على التلفاز، يوم الأربعاء 15 أبريل/نيسان، وهو يعرض الأجهزة المحمولة باعتبارها أداةً للكشف عن المرض. 

تقول الصحيفة البريطانية: "يبدو أنها الأدوات المُزيَّفة نفسها للكشف عن القنابل التي باعها سابقاً محتالٌ بريطاني يُدعى جيمس ماكورميك لقوات الأمن العراقية، والتي ظهرت كذلك في عديد من المناطق ببلدان الشرق الأوسط". 

لدى بيع جهاز الكشف، اتَّضَح أن العناصر البلاستيكية والمعدنية فيه غير مُجدية ولا تفعل شيئاً على الإطلاق. واشتكى أفرادٌ عسكريون أمريكيون منتشرون في العراق، لسنواتٍ طويلة، من هذه الأجهزة، مُشبِّهين إياها بالعصيّ السحرية التي لا تكشف شيئاً.  

لكن الجهاز، المُسمَّى ADE 651، يظلُّ يظهر في كثير من البلدان النامية كأداةٍ ذات خصائص خارقة، على ما يبدو. وقد روَّجَ الجيش المصري لجهازٍ مشابه في العام 2013 كأداةٍ للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي. 

اخترعها طلاب من الباسيج: لا يزال من غير الواضح ما إذا كان اللواء "سلامي" قد تعرَّضَ للخداع مِن بعض مرؤوسيه أم أنه يروِّج للجهاز الأشبه باللعبة، كأداةٍ للكشف عن الإصابة بكوفيد-19، وهو على علمٍ بذلك. 

في ظهوره المُتلفَز، وَصَفَ اللواء "سلامي" الجهاز بأنه ابتكارٌ "تكنولوجي وعلمي" طوَّرَه أعضاء "طلابٌ" من قوات الباسيج، الموالية للنظام، والتي كثيراً ما تستخدم الشبكات السياسية للحصول على أبحاثٍ مرموقة ومناصب جامعية للموالين لها. 

كما قال اللواء، الذي كان يرتدي قناعاً واقياً وقفازاً مطاطياً، في الحوار المُتلفَز: "يمكن أن يتحقق الهوائي المُدمَج في هذا الجهاز من أي بقعةٍ مُصابة بالفيروس داخل دائرةٍ قطرها 100 متر. ويكشف الجهاز الفيروس في غضون خمس ثوانٍ". 

وادَّعى اللواء أن الجهاز يمثِّل تقدُّماً عن اختبارات فيروس كورونا المُستجَد الأخرى، لأنه "ليس ثمة حاجة لأخذ عينةٍ من الدم، بل يمكنك إجراء الاختبار من على مسافةٍ تفصلك عن الجهاز". وادَّعى أيضاً أن الأداة، التي يبدو أنها عديمة الجدوى، قادرةٌ على "التعقيم الذكي" للمناطق التي هي بحاجةٍ إلى التطهير. 

وزَعَمَ اللواء أن الجهاز قد اختُبِرَ في المستشفيات وحقَّقَ مُعدَّل نجاح يُقدَّر بـ80%. 

أدوات طبية عوض الأسلحة: استعرضت إيران، الجمعة، عربات التعقيم والمستشفيات المتنقلة ومعدات طبية أخرى في العيد الوطني للجيش، في حين أضيفت 89 حالة وفاة إلى إجمالي وفيات فيروس كورونا المستجد، ليصل الرقم إلى 4958.

أقيم الاستعراض الصغير "حماة الوطن سواعد السلامة" في مركز تدريب، أمام مجموعة من القادة يضعون الكمامات على وجوههم، لإلقاء الضوء على دور الجيش في مكافحة كوفيد-19 شديد العدوى.

كان المشهد بعيداً كل البعد عن الاستعراضات المعتادة في مناسبة اليوم الوطني للجيش، التي يظهر فيها عادة جنود المشاة، يسيرون بالخطوة المنتظمة، والصواريخ والغواصات والعربات المدرعة، في حين تحلِّق الطائرات الحربية بالجو.

الرئيس حسن روحاني قال في رسالة إلى الجنود، نشرتها وسائل الإعلام الرسمية: "بسبب البروتوكولات الصحية والاجتماعية، من غير الممكن تنظيم مواكب الجنود… العدو الآن خفي، والأطباء والممرضون هم من يقفون في الخطوط الأمامية لساحة المعركة".

بينما وجَّه قائد الجيش، الميجر جنرال عبدالله موسوي، الشكر لأكثر من 11 ألفاً من العاملين الطبيين العسكريين الذين يحاربون فيروس كورونا المستجد في إيران، وهي واحدة من الدول التي سجلت أعلى عدد في الوفيات بالفيروس.

تحميل المزيد