رغم تضاعف عدد المصابين بفيروس كورونا خلال الأيام العشرة الأخيرة، في أوروبا ليقارب المليون، فإن مجموعة من الدول الأوروبية اختارت تخفيف قيود الإغلاق العام الذي فرضته سابقاً بسبب الجائحة، في حين اختارت دول أخرى تمديد فترة العزل الصحي في مواجهة الفيروس.
بينما حذّرت منظمة الصحة العالمية، الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، من أن أوروبا، التي سجّلت أكثر من 90 ألف حالة وفاة، لا تزال "في عين الإعصار" بالنسبة لتفشي فيروس كورونا المستجد.
تحذيرات منظمة الصحة العالمية: مدير فرع أوروبا في المنظمة، هانس كلوغي، قال خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت عقده في كوبنهاغن، إنه رغم "رصد مؤشرات مشجعة (…)، فإن عدد الحالات المعلنة خلال الأيام العشرة الأخيرة، في أوروبا تضاعف تقريباً ليقارب المليون".
كما حضَّت المنظمة الأممية قادة الدول الأوروبية على "عدم التراخي"، والتثبت من أن الفيروس تحت السيطرة قبل رفع القيود.
إذ تفيد آخر حصيلة بأن وباء كوفيد-19، الذي ظهر بالصين للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول، أصاب أكثر من مليوني شخص في أنحاء العالم، وأودى بحياة أكثر من 137 ألف شخص، أكثر من 90 ألفاً من بينهم في أوروبا فقط، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية، الخميس عند الساعة 10.30 ت.غ.
بينما يخضع أكثر من 4.4 مليار شخص في العالم، أي قرابة 57% من سكان العالم، للعزل حالياً أو لحالة الطوارئ، أو تُرغمهم السلطات على البقاء في منازلهم.
في حين قالت منظمة الصحة في وقت سابق، إن "العالم يقف على منعطف"، وأوصت برفع اجراءات العزل تدريجياً إلى حدّ كبير، لتجنُّب موجة ثانية من الإصابات.
تخفيف القيود في أوروبا: تشعر عدة دول أوروبية بالقلق من التداعيات الدراماتيكية للقيود على اقتصاداتها المتوقفة، وبدأت بتطوير خططها لتخفيف إجراءات العزل، حتى إن بعضها قامت بتخفيف عدد من هذه التدابير، متذرِّعةً بتباطؤ أعداد الأشخاص الذين يتمّ إدخالهم إلى العناية المركزة وإلى المستشفيات.
إذ أعلنت سويسرا، الخميس، رفع إجراءات العزل بشكل "بطيء" و"تدريجي" اعتباراً من 27 أبريل/نيسان، بعد تباطؤ الوباء في البلاد التي شهدت أكثر من ألف حالة وفاة.
من جهتها، فرضت بولندا وضع الأقنعة الواقية بالأماكن العامة، في حين تعيد بعض المحلات التجارية فتح أبوابها في ليتوانيا. وتنوي ألمانيا إعادة فتح بعض محالها التجارية قريباً، واعتباراً من الرابع من مايو/أيار، سيأتي دور المدارس.
كما عاد يوم الأربعاء 15 أبريل/نيسان، نحو نصف التلاميذ في الدنمارك إلى مدارسهم بعد إغلاق استمر شهراً. كما أعادت النمسا فتح محالها التجارية الصغيرة غير الأساسية، الثلاثاء. وأعادت إيطاليا، الدولة الثانية الأكثر تضرراً في العالم وبلغ عدد الوفيات فيها 21 ألفاً و645، فتح بعض هذه المحلات.
في إسبانيا (19130 حالة وفاة)، استأنف قسم من العاملين عملهم في المصانع وورش العمل، الإثنين. لكن العمل من بُعد لا يزال سائداً حيثما أمكن، ويُرجَّح أن يتم تمديد العزل إلى ما بعد 25 أبريل/نيسان.
في فرنسا حيث توفي 17 ألفاً و167 شخصاً بالفيروس، تعد السلطات خطتها لرفع إجراءات العزل تدريجياً اعتباراً من 11 مايو/أيار، بعدما قررت تمديد قيودها، الإثنين.
دول اختارت تمديد العزل: في الولايات المتحدة، يعتزم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية بشكل أسرع، ويُفترض أن يقدّم خارطة الطريق الخميس. والأربعاء، أكد: "سنعيد فتح الولايات، بعضها قبل الأخرى، وبعض الولايات يمكن أن تفتح في الواقع قبل الأول من مايو/أيار".
تتوقع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) انهياراً في الطلب العالمي على النفط خلال عام 2020، بسبب الشلل الاقتصادي العالمي الناتج عن جائحة كوفيد-19، متحدثةً الخميس عن "صدمة تاريخية وقاسية وشديدة وعالمية" في السوق.
فقد أُحصي في الولايات المتحدة العدد الأكبر من الوفيات بالعالم، وبلغ 30 ألفاً و985 من أصل 639664 إصابة. وستُرغم ولاية نيويورك قرابة 20 مليون نسمة على تغطية الوجه في الأماكن التي يستحيل فيها احترام المسافة الآمنة على غرار وسائل النقل المشترك، وفق ما أعلنه حاكم الولاية.
في حين شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على ضرورة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لمواجهة الوباء العالمي، بعد مبادرات إنسانية قام بها البلدانِ في الأيام الأخيرة. وتسجّل روسيا يومياً أعداد إصابات قياسية، وقد بلغ إجمالي الإصابات 27938 وعدد الوفيات 232.
من جهتها تستعد المملكة المتحدة، إحدى الدول الأكثر تضرراً من الوباء في العالم مع أكثر من مئة ألف إصابة و13729 حالة وفاة فقط في المستشفيات من دون احتساب المسنين الذين يتوفون في دُور العجَزة، الخميس، لتمديد إجراءات العزل.
إذ قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الخميس: "لا أريد أن أحكم مسبقاً على القرار الرسمي الذي سيتمّ اتخاذه، لكننا كنا واضحين جداً بشأن واقع أنه من المبكر جداً القيام بتغيير".
حالة تأهب في إفريقيا: ما زالت دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث توفي 21 مصاباً بالفيروس، في حالة تأهب. وفي الواقع تخشى السلطات الكونغولية "الأسوأ" في كينشاسا اعتباراً من مطلع مايو/أيار، عندما "يدخل الوباء في مرحلة تسارع".
قد أغلقت المدارس وأماكن العبادة، وكذلك الحانات والملاهي الليلية، لكن الأسواق البلدية تبقى مفتوحة وتكتظ بالبائعين والزبائن، من دون مراعاة قواعد الإبقاء على مسافة بينهم.
في نيجيريا، قتلت قوات الأمن 18 شخصاً متهمين بخرق تدابير الحجر، وفق تعداد للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. في ليبيا، أصدرت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، قرار "الحظر التام" لمدة 10 أيام، في غرب البلاد حيث تفرض سلطتها.
في آسيا، أعلن رئيس الوزراء الياباني، الخميس، توسيع نطاق حالة الطوارئ، ليشمل أرجاء الأرخبيل كافة. ولا تخول حالة الطوارئ المقررة لشهر فرض حجر منزلي إلزامي، لكنها تسمح للسلطات المحلية بإصدار توصيات للسكان بالحد من تنقلاتهم إلى أقصى حد ممكن، وحضّ بعض المتاجر على إغلاق أبوابها بصورة مؤقتة.
من أجل حماية طالبي اللجوء أو المرضى الذين يقطنون بمخيمات مكتظة على جزر يونانية في بحر إيجه من كورونا المستجدّ، قررت اليونان، الخميس، المباشرة بدءاً من يوم الأحد، بنقل مئات من بينهم إلى البرّ الرئيسي.