قررت وزارة التعليم السعودية، الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، نقل جميع طلاب وطالبات التعليم العام إلى الصفوف الدراسية التي تلي صفوفهم الحالية، وذلك بسبب تعليق الدراسة في المدارس، إثر تفشي فيروس كورونا.
هذا القرار كشف عنه حمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودي، معلناً إنهاء الفصل الدراسي الثاني 1441هـ، مع استمرار عمليات الدراسة عن بُعد، التي يتلقاها الطلاب في السعودية "وفق الإمكانات المتاحة".
وزير التعليم السعودي أوضح أيضاً، أن هذا القرار "يأتي استمراراً لجهود القيادة في التعامل مع الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا، بعدما تم استكمال المناهج الدراسية عن بُعد بجهود مشكورة من المعلمين والإداريين".
احتساب نتائج الفصل الدراسي الأول
في بيان مفسَّر للوزارة، نشره وزير التعليم السعودي، على حسابه بـ"تويتر"، أوضح حمد آل الشيخ، أن هذه القرارات تهم "رياض الأطفال والصف الأول والصف الثاني الابتدائي، والمرحلة الابتدائية من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف السادس الابتدائي، والمرحلة المتوسطة، والثانوية، بالإضافة إلى المدارس العالمية الأهلية والأجنبية، إضافة إلى ما تراه مناسباً من أدوات التقويم، في ضوء ما أشير بأعلاه".
الطلاب السعوديون، في جميع المستويات المذكورة، سيواصلون تلقي الدروس عن بُعد "وفق الإمكانات المتاحة"، إلى غاية نهاية الموسم الدراسي، الذي تم تحديده بتاريخ 7 رمضان 1441هـ الموافق 30 أبريل/نيسان 2020، وفق التقويم الدراسي المعتمد، كما أن النتائج ستعتمد على ما تم التحصل عليه في المرحلة الأولى من الموسم الدراسي.
حسب صحيفة عكاظ السعودية، فإن عمليات تقويم إضافية قد يخضع لها الطلاب مع بداية الموسم المقبل، إذ "تجرى عمليات التقويم -لمن يرغب- مع بداية العام الدراسي القادم 1442 في المهارات الرئيسية لكل مادة دراسية، وذلك لمعرفة مستوى التحصيل الدراسي للطلاب والطالبات، ولتنفيذ المعالجات التعليمية اللازمة، وتُحتسب لهم النتيجة الأفضل".
كما تم "إطلاق عدد من المسابقات العلمية، ومسابقات التلاوة والحفظ للقرآن الكريم، ومسابقات تعزز القيم الوطنية، خلال شهر رمضان المبارك وفترة الصيف، التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها في وقت لاحق".
فرحة عارمة في "تويتر"
رحبت غالبية السعوديين بقرار وزارة التعليم في البلاد، حيث لقيت تغريدة الوزير حمد آل الشيخ تفاعلات كبيرة من الطلاب والمدرسين أيضاً، وذلك بعد أسابيع من تعليق الدراسة في المدارس العامة.
ملتقى المعلمين والمعلمات في السعودية أبدى ترحيباً كبيراً بهذا القرار، ونشر على حسابه بـ"تويتر" تغريدة قال فيها: "شكراً جزيلاً د. حمد آل الشيخ، ونُهنئ جميع طلابنا بنقلهم للصفوف التالية، ونسأل الله أن يوفق فريق عمل وزارة التعليم كافة على جهودهم المبذولة في برامج التعليم عن بُعد".
عدد كبير من طلاب المدارس العامة تفاعلوا أيضاً مع تغريدة الوزير، وعبروا عن سعادتهم بـ"المرور للموسم الدراسي القادم"، وهي الفرحة التي عبَّر عنها أيضاً أولياء التلاميذ.
وكتب محمد الحسن معلقاً: "وافر الشكر والتقدير لمعالي #وزير_التعليم د.حمد آل الشيخ على حرصه المقدَّر على مصلحة أبنائنا الطلبة ومراعاتهم، والتيسير عليهم، مما يسهم في نجاح العملية التعليمية في ظل الظروف الاستثنائية لمواجهة #كورونا، سائلاً الله لهم التوفيق والسداد".
غموض حول الجامعات والراسبين
ففي الوقت الذي أسهبت فيه الجامعة في الحديث عن الإجراءات المتخذة بخصوص جميع المستويات التعليمية في المدارس العامة، لم يتم الحديث عن تلك التي ستتخذها الحكومة مع كل من طلبة الجامعات والطلبة الذين رسبوا في الفصل الدراسي الأول.
فقد توالت عديد من التعليقات والتدوينات التي تتساءل عن مصير من رسب في الفصل الأول، إذ لم يوضح البيان بشكل مباشر، مصير هذه الفئة.
الأمر نفسه بالنسبة لطلبة الجامعات، الذين توقفوا بدورهم عن الدراسة، لم تُحدَّد بعدُ ما هي القرارات التي ستتخذها الوزارة بخصوص موسمهم الدراسي.
سابقة عربية
في الوقت الذي أقدمت فيه السعودية على هذه الخطوة، فإن بقية الدول العربية الأخرى لم تحسم بعدُ مصير موسم طلابها الدراسي، على الرغم من اتخاذ مجموعات من الإجراءات المرتبطة بالتعليم عن بعد.
وتترقب وزارات التعليم في كل البلدان العربية، موعد تخفيف أو إلغاء قيود الحجر الصحي، من أجل عودة الطلاب، وفي حال تأخرت فإنها ستكون مضطرة إلى اتخاذ قرارات غير مسبوقة كما حدث في السعودية.
شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت مصر توقيف الدراسة في جميع المستويات، مع توفير مكتبة إلكترونية لجميع المستويات للتعليم عن بعد، كما قررت وزارة التعليم إلغاء امتحانات مجموعة من الفصول، لكنها لم تحسم مصير الموسم الدراسي بعدُ.
أما في المغرب، الذي يعتمد على قنوات تلفزية رسمية للتعليم عن بُعد، فقد نفى وزير تعليمه، الأسبوع الماضي، كل الأنباء التي تتحدث عن تجميد الدراسة بشكل نهائي، وإقرار "سَنة بيضاء"، موضحاً أن العودة إلى حجرات الدراسة ستكون مباشرة بعد تخفيف "الحجر الصحي" في البلاد.