اتَّهمت الغرب بـ”ترك المتقاعدين يموتون”.. فرنسا تستدعي سفير بكين بسبب مقالة على موقع سفارة الصين

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/14 الساعة 21:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/14 الساعة 21:22 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الصيني - reuters

قرَّرت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء 14 أبريل/نيسان 2020، استدعاء السفير الصيني في باريس، وذلك بعد أن نشرت سفارة بكين مقالاً ثانياً على موقعها الإلكتروني، تنتقد فيه أسلوب التعامل الغربي مع أزمة فيروس كورونا المستجد.

القرار، أعلن عنه جان إيف لو دريان، وزير الخارجية الفرنسي، في بيان أصدرته وزارته، قال فيه إن "آراء معينة أعرب عنها ممثلو السفارة الصينية في فرنسا بشكل علني لا تتماشى مع مستوى العلاقة الثنائية بين بلدينا".

تعليقات مرفوضة: وزير الخارجية الفرنسي، وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "أ.ف.ب" برر إقدامه على هذه الخطوة بأنها نتيجة رفضه "لبعض التعليقات الأخيرة"، التي لا تتماشى مع "نوعية العلاقات الثنائية".

آخر التعليقات التي نشرت على موقع السفارة على الإنترنت، تشير في جزء منها إلى أن الدول الغربية تركت المتقاعدين ليموتوا فى دور المسنين، بعد أن طلبت فرنسا من الصين ملايين الكمامات للحدّ من النقص الذي تعانيه البلاد.

هذا في الوقت، الذي لم تصدر فيه الخارجية الصينية أي رد فعل بعد.

دعاية صينية: حسب الوكالة الفرنسية للأنباء، فإن الخارجية الفرنسية تشير بشكل ضمني إلى "الدعاية "الصينية التي تنتهجها من أجل تحسين صورتها في العالم، وإعطاء صورة مثالية على طريقة تدبيرها لأزمة كورونا، بينما تلجأ لأسلوب مهاجمة "الغرب" على تدبيره.

الأحد، نشرت السفارة الصينية في فرنسا عبر موقعها الإلكتروني، مقالاً حمل عنوان "استعادة الحقائق المشوّهة.. مشاهدات دبلوماسي صيني في باريس"، والذي يتهم بشكل صريح دولاً غربية بالإساءة إلى الصين.

كما انتقد المقال المطول أيضاً الأطر الطبية لعدد من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا، بأنّهم "تخلّوا عن مهامهم بين ليلة وضحاها (…) وتركوا المسنين يموتون من الجوع والمرض".

بكين، لا توجِّه خطابَها لأوروبا فقط، بل للولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، بعد أن اتَّهم رئيسها دونالد ترامب، بشكل مباشر، منظمة الصحة العالمية، بتصديق الخطاب الرسمي الصيني، والذي أعطى "معلومات خاطئة حول الوباء".

وهي الاتهامات التي رفضتها الصين، متهمة ترامب بدورها بإلقاء "اللوم على أطراف خارجية، بعد أن خرج الفيروس عن السيطرة في بلاده".

سوابق بين البلدين: التطور الأخير يُنذر بحدوث أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين فرنسا والصين، فحادث استدعاء السفير ليس هو الأول من نوعه، الذي اندلع بين البلدين منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا تنتشر في أروبا، بل سبقته العديد من الأحداث الأخرى.

الأول كان اتهام مجموعة من المسؤولين في فرنسا ورؤساء المحافظات مسؤولين صينيين بعدم الوفاء بالعقود التي تم إبرامها بخصوص طائرات محملة بكمامات صينية موجهة لفرنسا، بعد أن قرروا في آخر لحظة تغيير وجهتها صوب أمريكا.

أما الثاني فيتمثل في الحجر على طائرة فرنسية محملة بكمامات في مطار شنغهاي الصيني، بعد أن أجرت بشكل مفاجئ اختبارات للربان، تبيّن من خلالها إصابته بالفيروس.

تحميل المزيد