ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 14 أبريل/نيسان 2020، أن سلطات الصحة الألمانية تناشد المهاجرين المؤهلين طبياً لمساعدتها في مواجهة فيروس كورونا.
حسب تقرير الصحيفة فقد أصيب عدد متزايد من الأطباء والممرضين بالمرض أو وُضِعوا في حجر صحي، وأدّى نقص عدد الأفراد في الطواقم الطبية إلى فرض ضغوطٍ على قطاع الخدمات الصحية، الذي يتسم عادة بوفرة الموارد البشرية فيه.
نقص في الطواقم الطبية: أسفرت المبادرات الحكومية بالفعل عن زيادة عدد أسرّة العناية المركزة من حوالي 24 ألفاً إلى 40 ألف سرير، معظمها مزوّدة بأجهزة تنفس صناعي. وأعيد تدريب الطواقم الطبية، وأُلغيت العمليات غير الأساسية عبر البلاد.
لكن لا يزال النظام الصحي بحاجة إلى المزيد من الطواقم الطبية لرعاية المرضى، وزيادة نسبة الاختبارات، وتعقب الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالمرضى.
إذ قال معهد روبرت كوخ، الذي يقدم استشارات للحكومة فيما يتعلق بالصحة العامة، إن هناك حوالي 2300 طبيب إما مريض أو في الحجر الصحي. ولكن في ظل عدم وجود تجميع مركزي للبيانات يعتقد أن الرقم أكبر من هذا بكثير.
14 ألف طبيب سوري ينتظرون: تتصدر ولاية سكسونيا في شرق ألمانيا مقدمة الحملة التي تستدعي أطباء أجانب، بمن فيهم آلاف اللاجئين الذين وصلوا البلاد في 2015. وفقاً لمجموعة "أطباء سوريون في ألمانيا" على موقع فيسبوك، هناك 14 ألف طبيب سوري ينتظرون الموافقة على مؤهلاتهم.
وقال المتحدث باسم نقابة الأطباء في مدينة لايبزيغ، عاصمة ساكسونيا: "نحن حريصون على التواصل مع أي شخص قادر على المساعدة. قد يكون شخصاً لم يحصل بعد على ترخيصه الطبي أو في طريقه للحصول عليه".
ما يجعل مناشدة سكسونيا للأطباء اللاجئين أمراً بارزاً هو أن الولاية موطنٌ لحركة بيغيدا، وهي حركة احتجاجية معادية للإسلام، إضافة إلى أنها موطنٌ لحزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب يميني متطرف. زادت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا -إذ أصبح أكبر كتلة معارضة في البرلمان في 2017- مدعوماً بأصوات الناخبين الغاضبين من قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالسماح لحوالي مليون لاجئ بدخول البلاد في 2015.
لكن هناك مَن يعارض الحملة: جادل المعارضون لسياسة الباب المفتوح الحكومية بأن اللاجئين سوف يستنزفون الاقتصاد ويقوّضون الأمن القومي للبلاد. بينما قال المؤيدون لهذه السياسة إنَّ غالبية المهاجرين شباب، ما سوف يساعد في تلبية نقصٍ متزايد في العمالة الماهرة بسبب شيخوخة السكان.
وصل صفوان عدنان علي من سوريا، في يوليو/تموز 2016. وكان قد درس تخصص الجراحة العامة في مدينة اللاذقية لمدة أربع سنوات، ثم سافر إلى العراق لتجنب الانضمام إلى الجيش السوري النظامي، وعمل هناك ممارساً عاماً لمدة سنة. ومنذ وصوله إلى ألمانيا لاجئاً يتعلم اللغة الألمانية، ويستعد لاجتياز امتحانات للتصديق على مؤهلاته.
قال عدنان، البالغ من العمر 37 عاماً: "كنت أستعد لدخول امتحان من أجل استخدام اللغة الطبية، ثم أتى فيروس كورونا وتوقف كل شيء. عندما أُعلنت المناشدة فكرت في أنني أريد فعلاً المساعدة. أحتاج إلى فعل شيء مفيد، وأريد أن أردّ ديناً للبلد الذي ساعدني كثيراً، لذا أرسلت سيرتي المهنية فوراً".