كشفت دراسة ألمانية أن عدد الإصابات الفعلية بفيروس كورونا المستجد، أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلن عنها، حسب ما ذكره تقرير نشره موقع "DW" الألماني الجمعة 10 أبريل/نيسان 2020.
وفقاً لنتائج الدراسة التي أجراها علماء بجامعة غوتنغن الألمانية، فإن 6% فقط من عدد الإصابات الفعلي تم التعرف عليها في العالم، بحسب ما نقل موقع "بيزنس إنسايدر" عن مجلة "scinexx".
عشرات الملايين من الإصابات: كان خبيرا التنمية الاقتصادية كريستيان بومر وزيباستيان فولمر قد اعتمدا على نتائج دراسة أخرى نشرت في مجلة "The Lancet Infectious Diseases" العلمية كأساس لعملياتهم الحسابية.
بحسب نتائجهم فإن العدد الحقيقي للمصابين حول العالم يصل إلى "عشرات الملايين"، وهو أكثر بكثير من الأرقام الرسمية المعلن عنها من الدول المختلفة، والذي وصل مجموعها حتى ظهر اليوم إلى أكثر من 1.6 مليون حالة، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكينز الأمريكية.
تتفاوت الأرقام بين الدول بشكل كبير، ففي ألمانيا يرجح العلماء أن نسبة 15.6% فقط تم اكتشافها من مجموع الإصابات الفعلية، بينما تقل النسبة بشكل كبير في الولايات المتحدة لتصل لـ 1.6% فقط وفي بريطانيا لـ 1.2% من مجموع الإصابات.
أما في إيطاليا فتتوقع الدراسة أن نسبة 3.5% فقط من الحالات الحقيقية تم اكتشافها، بينما تقل النسبة في إسبانيا لتصل إلى 1.7%.
كيف ذلك؟ العامل الفاصل هنا بحسب العلماء هو الوقت الذي بدأت فيه الدولة بإجراء فحوصات فيروس كورونا وعدد الفحوصات التي أجرتها. ففي كوريا الجنوبية على سبيل المثال توقعت الدراسة أنه تم اكتشاف نصف الإصابات الحقيقية، وذلك لأن الدولة بدأت بإجراء فحوصات كورونا في وقت مبكر وعلى نطاق واسع.
لذلك فهي أيضاً من الدول القليلة التي يبدو أنها استطاعت السيطرة على انتشار الفيروس.
في المقابل أدت الفحوصات القليلة والمتأخرة في دول مثل إيطاليا وإسبانيا إلى ارتفاع عدد الحالات غير المكتشفة، وهو ما يفسر سبب ارتفاع أرقام الوفيات لديهما عن ألمانيا مثلاً، رغم نسبة الإصابات الكبيرة فيها. لذلك وجد العلماء أنه من الصعوبة مقارنة البلاد ببعضها البعض للاختلاف الشديد بينها في قواعد البيانات بحسب ما نقل "بيزنس إنسايدر".
كما تشير حسابات علماء جامعة غوتنغن في دراستهم، إلى أنه حتى يوم 31 مارس/آذار وصل عدد الإصابات الإجمالية في ألمانيا إلى 460 ألف إصابة (بينما الرقم الرسمي اليوم 10 أبريل/نيسان حوالي 118 ألف بحسب خريطة جامعة جونز هوبكينز). وفي الولايات المتحدة تعدى الرقم الفعلي عشرة ملايين حالة (الرقم الرسمي حوالي 466 ألف بحسب جامعة جونز هوبكينز).
يجب توخي الحذر: علق خبير التنمية الاقتصادية فولمر على هذه الأرقام بالقول: "يجب على السياسيين وصانعي القرار في الدول توخي الحذر عند تفسيرهم للأرقام الرسمية" حيث إنها برأيه "لا تعطي معلومات مفيدة تساعدهم على التخطيط للخطوات التالية".
أضاف فولمر في مقطع فيديو نشرته قناة جامعة غوتنغن على موقعها بمنصة الفيديوهات "يوتيوب" أن السؤال الرئيسي الذي يجب الانشغال به هو: ما مدى خطورة فيروس كورونا المستجد؟
للإجابة على ذلك يجب معرفة نسبة الوفيات من إجمالي عدد المصابين، وهذا وفقاً لفولمر "ممكن فقط في حالة إجراء فحوصات كورونا على عينة تمثيلية من إجمالي عدد السكان يمكن من خلالها استنتاج العدد الحقيقي للإصابات".