لا يزال جيف بيزوس، مالك شركة أمازون يتصدر وللسنة الثالثة على التوالي المركز الأول، في قائمة "فوربس" للمليارديرات، التي تضم أغنى أغنياء العالم رغم حالة الركود التي يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا.
طلاقه المكلف: تقرير لصحيفة The Independent البريطانية يقول إنه على الرغم من طلاقه الذي كلّفه 40 مليار دولار، وهو عامل أسهم في تراجع صافي ثروته بنحو 18 مليار دولار في العام الماضي، لتنخفض إلى 113 مليار دولار فقط، فإن بيزوس لا يزال في صدارة أثرياء العالم.
يأتي ذلك فيما يعاني الموظفون في شركة أمازون من أزمة بسبب انتشار فيروس كورونا، داخل المستودعات، ورفض الشركة منحهم إجازات، بل خيّرتهم بين استئناف العمل والإجازة بدون مرتب.
وفي الوقت الذي يتمتع بيزوس بمزايا كونه أغنى رجل في العالم، فإن الأشخاص الذين يدرّون الأرباح لشركته كانت تتعالى احتجاجاتهم على ما يزعمون أنه سلوك الشركة، الذي "يقدّر الربح ولو على حساب سلامتهم".
أزمة عمال أمازون: كانت أمازون، وفي إطار تعاملها مع الأزمة الراهنة، قد أعادت ترتيب أولويات شحناتها، والتشديد على شحن البضائع "الأساسية" أولاً، إلا أن العمال الذين يجعلون هذه الشحنات ممكنة كانوا، في بعض الحالات، يخوضون مواجهة مع الشركة على صعيد آخر.
يقول عمال المستودعات في أمازون إن الشركة تراقبهم وتطردهم من أعمالهم إذا خالفوا قيود التباعد الجسدي عن زملائهم في العمل، حتى إنهم يتلقون رسائل تحذيرية بإمكانية فصلهم إذا ارتكبوا مخالفة واحدة.
انسحاب العمال: كذلك، وفي 30 مارس/آذار، انسحب عدد كبير من عمال المستودعات في إحدى منشآت أمازون في جزيرة ستاتن بولاية نيويورك الأمريكية من أعمالهم، بسبب تجاهل شكاواهم المتعلقة بأن الشركة أصرّت على رفض إغلاق المنشأة رغم تزايد أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا بين زملائهم في العمل.
على خلافٍ في الأرقام، فإن التقارير تشير إلى أن أكثر من 50 عاملاً قد تركوا العمل، لكن أمازون تقول إن عددهم لا يزيد على 15، ومع ذلك فإن منشأة أخرى شهدت إضراباً وفُصل العامل الذي نظّمه، كريس سمولز، بعد ساعات من وقوعه.
تشتيت الحراك العمالي: فيما تصرُّ أمازون على أن طرد سمولز كان بسبب مخالفته قيود التباعد الجسدي بين العمال، إلا أن رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي نشرها موقع Vice News لأول مرة أظهرت خططاً وضعها مديرون تنفيذيون في أمازون لتلطيخ سمعة سمولز، واستخدام حادثته لتشتيت الحراك العمالي المتصاعد في الشركة.
وفقاً للوثائق المنشورة، كتب ديفيد زابولسكي، المستشار العام في أمازون، في ملاحظاته المتعلقة بسمولز وخطط مواجهة الاحتجاجات: "إنه ليس ذكياً ولا صريحاً. ومهما ركزت الصحافة علينا بدلاً منه فإننا سنكون في وضع أقوى بكثير أمام الرأي العام، يمكننا أن نشرح ببساطة ولعدد لا يحصى من المرات كيف أننا كنا بفضله نحاول حماية العمال".
كذلك كتب زابولسكي: "يجب أن نركّز في الجزء الأول من ردنا على تفاصيل الحادثة، والأسباب التي تجعل سلوك منظمي الإضراب سلوكاً غير أخلاقي وغير ومقبول، وحتى غير قانوني، وعندها فقط نتابع بنقاط الحديث المعتادة عن حرصنا على سلامة العمال. اجعلوا تركيز القصة كلها على سمولز، واجعلوه وجه الحركة النقابية/التنظيمية بأكملها إن أمكن".
وعندما ووجه زابولسكي بكلماته التي كتبها، قال لموقع The Verge، إن عواطفه تحكمت فيه، لكنه شدد على حجته القائلة إن طرد سمولز كان لحماية العمال.
إغلاق المستودع: في السياق، اضطر حاكم ولاية كنتاكي إلى إجبار الشركة على إغلاق المستودع الخاص بالتعامل مع المرتجعات، بعد أن تأكدت إصابة ثلاثة موظفين هناك بفيروس كورونا، كما أُغلق مركز فرز آخر في كوينز بولاية نيويورك، بهدف التنظيف والتعقيم، فقط بعد أن انسحب العمال هناك احتجاجاً على تواجد حالات مصابة بفيروس كورونا في المنشأة.
كما أن الشركة لم تتخذ بعد أي قرارات تتضمن إجازات مرضيّة مدفوعة الأجر لعمال المستودعات. وتحدثت صحيفة Daily Mail إلى موظف لم يكشف عن هويته، أخبر الصحيفة بأن الشركة ترسل لهم رسائل نصية في كل مرة تتأكد فيها إصابة أحد العمال بالفيروس، وتذكرهم فيها بأنهم يمكنهم ببساطة التوقف عن العمل -من دون أجر- إذا كانوا قلقين.
فيما لم ترد أمازون على أي من طلبات التعليق.