كشفت مصادر حكومية إسرائيلية، الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020، عن استعانتها بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في الحصول على أجهزة تنفس صناعي ومعدات طبية أخرى لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
صحيفة "The Washington Post" أكدت في تقرير، نجاح جهاز الموساد في الحصول على ملايين الأقنعة ومسحات القطن الطبي وأدوات فحص للكشف عن الفيروس في الأيام الأخيرة، وعدد قليل من أجهزة التنفس الصناعي.
تشير الصحيفة إلى أن الموساد نجح في تأمين 25 ألف قناع N95، و10 ملايين قناع طبي وأكثر من 20 ألف معدات اختبار للكشف عن الفيروس. وحصلت كذلك على 27 جهاز تنفس صناعي، بالإضافة إلى 160 جهازاً آخر في طريقها للوصول إلى إسرائيل.
مسؤولون في الموساد صرحوا لوسائل إعلام محلية عن قيامهم بعمليات تأمين معدات طبية تحتاجها الدولة، لكنهم لم يفصحوا عن مصدرها؛ مما أثار تكهنات أنهم اشتروها من دول عربية أو دولٍ أخرى لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ليس الموساد وحده
كما أكدت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية الأخرى أنها تشارك بشكل فاعل مع جهاز الموساد في عملية البحث عن معدات وإمدادات طبية خارج البلاد.
إذ أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنَّ الجيش يعمل مع الموساد وهيئات أخرى للحصول على المعدات الطبية وغيرها من الموارد من الخارج، لكنه رفض الإفصاح عن مصدر هذه المعدات أو كيفية الحصول عليها.
من جهته، قال مسؤول دبلوماسي إنَّ وزارة الخارجية الإسرائيلية اشترت إمدادات طبية من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا، مع تخطي الحواجز البيروقراطية التقليدية لإيصال الشحنات عبر الجو.
وأضاف هذا المسؤول، الذي لم يُصرِّح باسمه، أنَّ جهود الشراء الحكومية تمت بتنسيق من مركز القيادة حيث يتعاون مسؤولو الموساد مع العاملين في وزارتي الدفاع والشؤون الخارجية، للعمل على تأمين قائمة مطالب وزارة الصحة.
الغاية تبرر الوسيلة
"سوق عالمي فوضوي"، هكذا يبرر مسؤول بالموساد تصرفات عملائه الذين أكد على أنهم "لا يترددون في المزايدة على البائعين من الدول الأخرى أو التذاكي عليهم، للحصول على نفس القائمة القصيرة من السلع التي أصبحت فجأة مطلوبة بقوة من كل دول العالم".
وبالرغم من أن الصحيفة لم تتلق تعليقاً مباشراً من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنه قد أكد في خطاب له قبل أسبوعين أن "إسرائيل تستخدم كل الوسائل المتاحة لها -كل الوسائل- وتبذل جهداً هائلاً لتعويض النقص في المعدات الطبية لمكافحة كورونا".
يذكر أن المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن الإسرائيلية، والتي تعرف باسم "جهاز الموساد" تعمل بشكل مباشر تحت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو.
وسجَّلت إسرائيل أكثر من 6500 حالة إصابة بعدوى "كوفيد-19″، منها أكثر من 100 حالة في العناية المشددة.
سرعة الموساد ومهاراته الجاسوسية وشبكات علاقاته الدولية مكنته من رصد مصادر المعدات الطبية وتأمينها.
وفي الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على زيادة الإنتاج المحلي من هذه المعدات، إذ تعمل الوحدة التكنولوجية رقم 81 الرفيعة التابعة للجيش الإسرائيلي حالياً على صناعة أجهزة التنفس الصناعي ومعدات الحماية. وحوَّلت نشاط مصنع واحد من إنتاج أجزاء الدبابات والسترات الواقية إلى تصنيع النظارات الطبية الواقية ورشاشات التعقيم.