هل تحولت صواريخ إيران من صواريخ غبية إلى صواريخ ذكية؟
تبدو مجموعة "لبيك" الإيرانية الجديدة "أشبه بوحدات التوجيه المستخدمة في عائلة صواريخ فاتح-110 التي تعمل بالوقود الصلب، رغم أنّ أسطح التحكُّم المُثلّثة الأربعة كانت مقلوبة" بحسب مجلة Jane's Defense Weekly البريطانية التي استندت في تحليلها إلى لقطات التلفزيون الإيراني لموكبٍ عسكري في وقتٍ مُبكّر من الشهر الجاري.
وأوضحت المجلة: "كما هو الحال مع عائلة صواريخ فاتح-110، يجري ربط هذه المجموعة بين مُحرّك الصاروخ والرأس الحربي لتوجيه القذيفة. ويبدو أنّها مُتوافقة مع قطر صاروخ المدفعية الثقيلة زلزال، الذي يصل إلى 610 ملم".
تطوير غير مسبوق
ويُثير هذا التطوّر قلق الخبراء العسكريين الإسرائيليين الذين أشاروا إلى أنّ حزب الله، جيش إيران بالوكالة في لبنان، يمتلك ترسانةً تُقدّر بـ150 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل. وغالبيتها من الأسلحة "الغبية" في الوقت الحالي، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
لكن خبير صواريخ الدفاع الإسرائيلي عوزي روبين قال لموقع Times of Israel: "لا جديد في عملية التحويل نفسها، فهم يفعلون ذلك منذ سنوات، وقدّموا بالفعل مجموعات تحويل لعائلة صواريخ فاتح-110.
غير أن الجديد هنا هو الديناميكا الهوائية للأجنحة –فهي فريدةٌ من نوعها للغاية، وغير مسبوقة في إيران أو أيّ بلد آخر حتى اليوم. واللجوء إلى تصميمٍ أصلي بدلاً من نسخ تصاميم الآخرين هي خطوةٌ تدلُّ على الثقة في النفس. والغرض من الديناميكا الهوائية الجديدة والفريدة هو على الأرجح زيادة قدرة المناورة في الصواريخ المُحوّلة".
الصواريخ الغبية التي هزمت النازيين
وباتت الصواريخ غير المُوجّهة نقطةً ثابتة في الحرب منذ الحرب العالمية الثانية، حين سحقت صواريخ كاتيوشا الأسطورية الروسية جنود النازية. ورغم قدرتها على توليد الدمار المُخيف والكبير بإطلاق سيل صواريخ حارقة من قاذفةٍ واحدة، لكن صواريخ المدفعية كانت أسلحةً غير دقيقة تعتمد على إغراق الهدف في النيران الكثيفة. لكن اصطياد الأهداف بصواريخ موجّهة هي مهمة مدافع هاوتزر والهاون.
ولكن في حال استطاعت إيران تحويل الصواريخ غير الموجّهة إلى أسلحةٍ مُوجّهة، فهذا سوف يُغيّر كثيراً من فاعلية تلك الصواريخ.
يمكن الآن أن يقصفوا هذه الأهداف الحساسة
وتمتلك إيران مجموعةً مُتنوّعة من أنظمة الصواريخ المبنية بشكلٍ كبير على التصاميم السوفيتية القديمة، مثل فلق-1 الذي يُحاكي نظام إطلاق الصواريخ المُتعدّد السوفيتي بي إم-24 بقطر 240 ملم. وتمتلك إيران كذلك العديد من أنواع الصواريخ الباليستية مثل فاتح-110، الذي يصل مداه إلى أكثر من 160 كم مع توجيهٍ بنظام القصور الذاتي أو نظام التموضع العالمي GPS.
وليس من المُفاجئ أن يُصاب الإسرائيليون بالقلق. ومع قلقهم الحالي من إطلاق حزب الله لوابلٍ ضخم من الصواريخ على إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، باتت وزارة الدفاع الإسرائيلية مُضطرةً الآن لدراسة احتمالية إطلاق سيلٍ من الأسلحة المُوجّهة على الأهداف الاستراتيجية مثل: خزانات النفط، ومصافي الكيماويات، والمطارات العسكرية. وفي حال كانت تلك الصواريخ قادرةً على المناورة، فربما تنجح في تفادي اعتراض صواريخ الدفاع الإسرائيلية لها، مثل صواريخ القبة الحديدية.
وعلى السعودية أن تقلق أيضاً أم أن الأمر مجرد دعاية رخيصة
لكن المملكة العربية السعودية ربما تشعر بالقلق أيضاً. إذ إنّ الهجوم الهائل على منشآت النفط السعودية، بالصواريخ الجوّالة والطائرات بدون طيار، الشهر الماضي تحمّلت مسؤوليته المُعارضة الحوثية التي تُقاتل ضد القوات المدعومة من السعودية في اليمن. ولكن الولايات المتحدة والسعودية تعتقدان أنّ الأسلحة أُطلِقَت من إيران، أو أُطلِقَت من اليمن والعراق بمساعدةٍ إيرانية.
ورغم إنفاق الرياض للمليارات من أجل الحصول على رادار وصواريخ باتريوت أمريكية الصنع، لكن الدفاعات السعودية فشلت في اكتشاف أو اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار. فكيف سيكون وضع تلك الدفاعات في مواجهة وابلٍ هائل من الصواريخ المُوجّهة؟
ورغم ذلك، قدّمت إيران في الماضي الكثير من الادعاءات المشبوهة حول تطوير أسلحةٍ جديدة، مثل المُقاتلة الشبح. لذا فلا يمكن التأكّد من مدى فاعلية مجموعة لبيك في تحويل الصواريخ الغبية إلى صواريخ ذكية، حتى يجري استخدامها في القتال.