كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجمعة 20 مارس/آذار 2020، أن مجموعة من المسؤولين داخل وزارة الطاقة الأمريكية يضغطون على إدارة الرئيس ترامب؛ من أجل "تشكيل تحالف نفطي مع المملكة العربية السعودية"، وتضيف الصحيفة أن التحالف الذي يخطط له "سيمهد الطريق أمام مغادرة السعودية منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)".
كما أضاف تقرير الصحيفة الأمريكية أن مؤيدي الخطة يقولون إنها ستساعد في استقرار أسواق الخام العالمية، ومنع مزيد من الانهيارات مثل تلك التي أدت إلى انخفاض الأسعار بنسبة 60% منذ يناير/كانون الثاني.
تحركات أمريكية لوقف انهيار أسعار النفط
ما كشفت عنه الصحيفة الأمريكية يأتي بعد ساعات من إعلان مسؤولين داخل إدارة ترامب عن رغبة الأخيرة جاهدةً في التعامل مع انهيار أسعار النفط العالمية، وتعتزم إرسال ممثل طاقة رفيع إلى السعودية، في حين شرع مسؤول تنظيمي بولاية تكساس المنتِجة للنفط في النظر في خفض إنتاج الخام، في خطوة نادرة.
إذ تعتقد الإدارة الأمريكية أنَّ تحرك السعودية لإغراق أسواق النفط العالمية يتسبب في تفاقم الانهيار الاقتصادي العالمي، في وقت أزمة ناتجة عن جائحة فيروس كورونا.
كما قال المسؤولون الأمريكيون الكبار الذين اشترطوا عدم نشر أسمائهم، إن مسؤولاً من وزارة الطاقة سيتوجه إلى الرياض لشهور على الأقل؛ للعمل من كثب مع مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية ومع ملحق الطاقة الموجود هناك بالفعل.
تخوض السعودية وروسيا حرباً على حصص سوق النفط العالمية بعد أن انهار هذا الشهر اتفاقهما لكبح الإنتاج، الذي دام ثلاث سنوات. تتزامن حرب الأسعار مع تراجع حاد في الطلب العالمي، بسبب انتشار فيروس كورونا؛ ليدفع العاملان معاً أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في نحو 20 عاماً، هذا الأسبوع.
تخفيضات من تكساس؟
يعصف انهيار الأسعار أيضاً بمنتجي النفط الأمريكيين، الذين بدأ بعضهم بالفعل تسريح عاملين. وقال أحد الأعضاء الثلاثة المنتخبين بالهيئة المنظمة لقطاع النفط والغاز في تكساس، الجمعة، إن على الولاية أن تدرس فرض قيود إنتاج على شركات النفط؛ من أجل جلب الاستقرار للأسعار المنهارة.
بينما قال رايان سيتون، المفوض بلجنة سكك حديد تكساس، إنه من المأمول أن يتفاوض الرئيس دونالد ترامب مع السعودية وروسيا، ليقنعهما بمضاهاة التخفيضات.
أضاف سيتون أنه يمكن فرض قيود الإنتاج سريعاً، وإن كان أي من العاملين في اللجنة لم يكن حاضراً عندما فرضت الولاية قيوداً على الإنتاج للمرة الأخيرة، وكان ذلك في أوائل السبعينيات. وقال: "ينبغي أن نأخذ وقتنا للاستماع للجميع"، مضيفاً أنه لا يدعو بعد إلى التخفيضات، لكن "إذا أمكننا مساعدة (ترامب) في التوصل إلى اتفاق، فأعتقد أننا سنكون قد حققنا شيئاً".
لدعم النمو الاقتصادي
في حين قال مسؤولو إدارة ترامب، إن السعودية ظلت عقوداً عامل استقرار راسخاً في سوق النفط العالمية، وإن مبعوث الطاقة سيساعد البلدين على دعم النمو الاقتصادي في سوق تتسم بالشفافية.
وقال المسؤولون إن الإدارة ستواصل كبح إنتاج النفط العالمي عن طريق العقوبات المفروضة على من يصفونهم باللاعبين السيئين في إيران وفنزويلا، وكلتاهما عضوة في أوبك، وشبكات الشحن الخاصة بهم.
وقالوا إن روسيا ستُعاقَب بقدر انخراطها في تسويق النفط الفنزويلي. كانت إدارة ترامب فرضت في الآونة الأخيرة عقوبات على وحدتين لشركة النفط الوطنية الروسية "روسنفت"، بسبب تعاملهما في الخام الفنزويلي.