خسر أغنى 500 شخص في العالم مجتمعين 331 مليار دولار يوم الخميس 12 مارس/آذار 2020، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد سجله مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات خلال ثمانية أعوام، الأمر الذي رفع خسائر هذه الفئة إلى 950 مليار دولار منذ بداية العام حتى الآن.
حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، نشر الجمعة 13 مارس/آذار، يصادف الانخفاض الحاد هذا الأسبوع نهاية عقدٍ من الارتفاع الحاد في البورصة والأموال الرخيصة (القروض المُيسّرة)، وهو ما ساعد أغنى الأشخاص في العالم على جمع ثروات قياسية بلغت 6.1 تريليون دولار منذ أقل من شهرين.
إلا أن هذه المكاسب زالت خلال الأيام الأربعة الماضية؛ إذ أدت المخاوف من جائحة فيروس كورونا إلى جانب انخفاض أسعار النفط إلى تراجع البورصة بصورة مفاجئة وهائلة.
انهيار البورصة
وفقاً لمؤشر بلومبرغ، خسر أغنى أغنياء العالم 16٪ من صافي رؤوس أموالهم مجتمعين منذ بداية هذا العام. وجه انهيار البورصة ضربة عنيفة للمليارديرات في جميع أنحاء العالم وفي جميع القطاعات.
قال تشارلز دوريان، رئيس مجموعة Doraine Insurance Group والمستشار السابق في إدارة الثروات: "لدى الناس حالة من التوجس الآن". وأضاف: "تُستحدث أمور جديدة في عام الاستثمار لم تكن هناك من قبل.. المخاطر الصحية. إنها أمور تتجاوز المخاوف والشواغل الاعتيادية المتعلقة بالبورصة".
تظهر مخاوف الأشخاص فاحشي الثراء بوضوح من خلال الارتفاع الحاد في الطلب على الطائرات الخاصة والاحتفالات الخيرية المُلغاة والنزوح الجماعي إلى المنازل الثانوية في مناطق منعزلة.
إذ فرضت التدابير العالمية للحد من انتشار فيروس كورونا قيوداً نادراً ما تعرضت لها النخبة التي تسافر حول العالم، والتي قلّما قُيِّدت حرية وصول أفرادها إلى الدول أو حصولهم على الخدمات.
كما سارع المسافرون الأثرياء يوم الخميس، 12 مارس/آذار 2020، إلى حجز رحلات خاصة من أوروبا إلى الولايات المتحدة قبل فرض قيود السفر التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب مؤخراً.
خطاب ترامب لم ينفع
لم يساعد خطاب ترامب إلى الأمة، والمُفعم بالكلمات الرنّانة، مساء الأربعاء، 11 مارس/آذار 2020، كثيراً في تهدئة مخاوف المستثمرين، مما ساهم في انخفاض إضافي في الأسهم وتقليص ثروة بعض من داعميه الرئيسيين.
خرج قطب قطاع التصديع المائي (تقنية حديثة تُعنى باستخراج احتياطات من البترول والغاز الطبيعي) في أوكلاهوما، هارولد هام، من المؤشر يوم الإثنين، 9 مارس/آذار 2020، بعد أن خسر ما يقرب من نصف صافي رأس ماله، وذلك جرّاء انهيار أسعار النفط.
بينما خسر شيلدون أديلسون، مالك الحصة الأكبر في شركة Las Vegas Sands، التي تُعدُّ أكبر قائم بأنشطة الكازينوهات في العالم، 11.7 مليار دولار منذ بداية العام؛ وذلك بسبب خلو صالات القمار من مرتاديها وإلغاء المعارض التجارية. يمثل ذلك أكثر من ربع صافي رأسماله.
فيما انخفض ترتيب رئيس مجلس إدارة شركة Carnival Corporation & plc، ميكي أريسون، بمعدل ست درجات في مؤشر المليارديرات، وذلك يوم الخميس، 12 مارس/آذار، بعد انخفاض أسهم أكبر شركةٍ منظمة للجولات السياحية والرحلات البحرية في العالم بنسبة 31% في أدنى مستويات لها منذ 23 عاماً. وأعلنت الشركة أنها علقت جميع رحلاتها على خط شركة Princess Cruises التابعة لها لمدة شهرين.
خسائر فادحة لأغنى الأغنياء
تكبد الأشخاص الذين يحتلون قمة التصنيف خسائر فادحة في يوم واحد. خسر برنار آرنو، رئيس مجموعة LVMH العملاقة للموضة 9.5 مليار دولار، وانخفض صافي رأس مال جيف بيزوس رئيس شركة Amazon بمقدار 8.1 مليار دولار. انخفضت ثروات 53 مليارديراً إلى أدنى المستويات منذ انضمامهم إلى هذا المؤشر.
تضررت الثروات في البرازيل بشدة، سواءً من خلال انخفاض أسعار الأسهم أو ضعف قيمة الريال البرازيلي. لم يعد غييرمي بانشيمول، مؤسس شركة XP Inc، مليارديراً بعد هبوط أسهم شركة الوساطة المالية في ساو باولو بنسبة 34٪ إلى أقل من سعر الطرح العام الأولي في ديسمبر/كانون الأول.
في تلك الأثناء، انخفضت ثروات أغنى 24 شخصاً في روسيا بمجموع 65 مليار دولار هذا العام، ويعزى ذلك جزئياً إلى "حرب النفط" بين الرئيس فلاديمير بوتين والسعودية بسبب أسعار النفط.