أصبحت إيمان خطيب أول امرأة محجبة، وكذلك أول ممثل عن الحركة الإسلامية ـ الجناح الجنوبي – في الكنيست الإسرائيلي، بعد فرز 92٪ من الأصوات في الانتخابات التي أجريت الإثنين 2 مارس/آذار 2020، وفق نتائج أولية.
تفاصيل أكثر: خطيب البالغة من العمر 55 سنة، هي المرشحة رقم "15" على القائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية، بينها الحركة الإسلامية ـ الجناح الجنوبي، التي تنتمي إليها.
تشير النتائج الأولية المُعلنة الثلاثاء 3 مارس/آذار 2020 بعد فرز أغلب الأصوات، إلى حصول القائمة المشتركة على 15 مقعداً، بعد أن كانت 13 بالكنيست السابق.
بعد ظهور هذه النتائج، سلطت وسائل إعلام عبرية، من بينها قناة "كان" و القناة "12"، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الضوء على خطيب.
قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية نقلت عن خطيب قولها إنه "عندما أدلت بصوتها، الإثنين، في مسقط رأسها ببلدة يافة الناصرة (شمال)، قال لها سكرتير الصندوق وهو يهودي لنرَ كيف سيتقبلك مجتمعك (العربي)"، وأضافت خطيب: "أقول له إن مجتمعنا واعٍ وشريف، ونحن (العرب) بنات وأبناء شعب حر نقي وقادر".
فيما نقلت القناة "12" عن خطيب قولها: "ننتظر بتأنٍ. أنا هادئة، وواثقة بقوة مجتمعنا، وأعتقد أننا فهمنا الرسالة هذه المرة، لا أريد أن أتحدث كثيراً، أريد انتظار النتائج النهائية، ووقتها نتحدث".
أشارت خطيب إلى أنها ستولي اهتماماً بالمسائل الثقافية والاجتماعية، وقضايا المرأة المتعلقة بالعمل واستبعاد النساء والعنف ضد المرأة، وذكرت وكالة الأناضول أن خطيب تهدف إلى العمل على تحدي العنصرية الإسرائيلية، حيث قالت: "وأضافت نحن نعيش في دولة تهمشنا وتحيّدنا وتقصينا، وفي السنوات الأخيرة باتت تميز ضدنا بطريقة عنصرية بشعة".
أضافت خطيب أن "أحد الأسباب الأساسية الرئيسية التي دفعتني إلى هذا الأمر هو كوني محجبة، فرغم كل المؤهلات التعليمية والعملية التي أتمتع بها، ورغم وجودي بالحيز العام في عدد من المواقع، ولكن كانت هناك دائماً صعوبات وتحديات أواجهها بسبب حجابي".
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ردة الفعل الأولى لخطيب، بعد إعلان النتيجة الأولية، ونقلت عنها القول: "الله أكبر، الله أكبر، قلت لكم إن الله أكبر، ستكلل جهودنا بالنجاح إن شاء الله".
أضافت خطيب للصحيفة: "كنت على ثقة بأن هذه ستكون النتيجة. كنا مع شعبنا ومجتمعنا، ونحن واثقون بقوة المواطنين. لدينا قول قوي نقوله، وهذه المرة نحن في الاتجاه الصحيح".
يأتي وصول الخطيب إلى الكنيست، بعدما خاضت الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول 2019، لكن لم يحالفها الحظ بالفوز.
الحركة الإسلامية: بدأت أولى بوادر إنشاء الحركة الإسلامية داخل "الخط الأخضر" (يطلق على الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967)، منذ عام 1971 وسط فلسطينيي ما يعرف بعرب 48، وكان عبدالله نمر درويش من أبرز مؤسسيها.
يشير موقع "الجزيرة.نت" إلى أنه بعد اتفاق أوسلو، عرفت الحركة خلافات حولتها لأجنحة قبل الانتخابات البرلمانية عام 1996، بعدما أسس نمر درويش "التيار المعتدل للحركة" وتحالف مع الحزب الديمقراطي العربي وخاض معه في قائمة واحدة الانتخابات.
انقسمت الحركة بذلك إلى ثلاثة أجنحة:
– الأول جناح جنوبي بقيادة درويش.
– الثاني جناح شمالي يقوده الشيخ رائد صلاح، ورفض هذا الجناح منهج مفاوضات السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي محظورة عن العمل.
– جناح ثالث في الشمال بقيادة كمال الخطيب الذي كان له موقف رافض للمشاركة في الانتخابات الإسرائيلية.
لكنّ جناحي الشمال توحدا لاحقاً في الحركة الإسلامية بالفرع الشمالي بقيادة الشيخ صلاح ونائبه كمال الخطيب، مقابل الحركة الإسلامية بالفرع الجنوبي بقيادة إبراهيم صرصور.
إحدى نقاط الخلاف الرئيسي بين الجناح الجنوبي والشمالي أن الأخير بقيادة الشيخ صلاح يعارض الدخول إلى الكنيست، أما الجنوبي فله نواب منذ سنوات في الكنيست، كذلك يرى الجناح الشمالي أن "الديمقراطية الإسرائيلية لن تحافظ على الوجود العربي والإسلامي".
أسهمت مؤسسة الأقصى التي أسستها الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) في ترميم العديد من المساجد، وأولها المسجد الأقصى، وفضح السياسات الإسرائيلية ومخططات تهويد المعالم العربية والإسلامية خاصة في مدينة القدس.
بهدف محاصرة الحركة أغلقت إسرائيل مؤسسة الأقصى، لكن كل العراقيل، بما فيها دعوة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في يونيو/حزيران 2014 إلى إعلان الجناح الشمالي للحركة الإسلامية خارجاً عن القانون، لم توقف مسار الحركة في الدفاع عن القدس والأقصى.