قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 28 فبراير/شباط 2020، إنه في أحدث إشارة على حملة اغتيال تنفذها روسيا في أوروبا، نشر مُدوِّن تلقى تهديدات من مسؤولٍ شيشانيّ مقطعاً مؤثراً لنفسه وهو يواجه من ربما لأصبح قاتله المأجور.
الصحيفة أشارت إلى أن تامسو عبدالرحمنوف يتعافى في مستشفى من هجوم واضح بمطرقة في منزله الذي تغلّب فيه على مهاجمه. في المقطع يظهر عبدالرحمنوف البالغ من العمر 34 عاماً، واقفاً فوق رجل جريح، ويتنفس بصعوبة وهو يسأل: "من أرسلك؟ من أين أنت؟ كيف تعرف عنواني؟".
يظهر المهاجم الممدد على الأرض غارقاً في دمائه وهو يجيب: "اسمه عبدالرحمن، وهو في مدينة غروزني. أنا من موسكو. لقد أخبروني (العنوان).. اسمي رسلان". يقول المهاجم إنه أُرغم على مهاجمة عبدالرحمنوف. يضيف: "أمي بحوزتهم".
المدوّن الشيشاني لاجئ في بولندا
يسعي المدوِّن إلى الحصول على اللجوء في بولندا التي يُعتقد أن الحادث وقع بها. قال شقيقه إنه أُصيب بجروح طفيفة وكان تحت حماية الشرطة في المستشفى في مكان لم يُكشف عنه. أما حالة المهاجم الصحية فهي غير معروفة.
سوف يُربط حتماً بين الهجوم والحكومة المدعومة من الكرملين في الشيشان برئاسة رمضان قديروف البالغ من العمر 43 عاماً. خلال العقد الماضي، اغتُيل عددٌ من معارضي المتمرد السابق في روسيا وخارجها، بما في ذلك النمسا والإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا وتركيا. وفي الشهر الماضي، طٌعن عمران علييف (44 عاماً)، وهو مدوِّن شيشانيّ أيضاً، حتى الموت في غرفة بفندقٍ في مدينة ليل الفرنسية. وفي العام الماضي أُردي متمرد شيشاني سابق قتيلاً في حديقة ببرلين.
يُعتبَّر عبدالرحمنوف ناقداً لاذعاً لقديروف وهرب من روسيا بعد دخوله في صراع مع أقاربه في عام 2015. في العام الماضي أعلن محمد داودوف، المقرب من القائد الشيشاني وهو أيضاً رئيس مجلس النواب الشيشاني، ثأراً دموياً ضد عبدالرحمنوف قائلاً له في منشور عبارة عن مقطع فيديو: "نحن لن نقتلك، سنُسلِّيك بطريقة مدهشة. من الآن فصاعداً، تأكد أن تُغلق بابك قبل الذهاب للنوم".
هذا الشهر، أخبر عبدالرحمنوف صحيفة The Times البريطانية بأنه علم أنه كان مستهدفاً بعد عملية الاغتيال في مدينة ليل. يُظهر المقطع الجديد رجلاً جريحاً يقول إنه أراد فقط أن يُخيف عبدالرحمنوف، ويجيب المُدوِّن برفع المطرقة عالياً متسائلاً: "هل جئت لتضربني في جميع أنحاء رأسي بهذه المطرقة لكي تُخيفني؟"
تفاصيل الهجوم على المعارض الشيشاني
قالت منظمة Vayfond الشيشانية لحقوق الإنسان في السويد إن محاولة الاغتيال حدثت يوم الأربعاء، 26 فبراير/شُباط. وأضافت المنظمة: "بشكل ما، اقتحم أحدهم شقة تامسو وحاول قتله بمطرقةٍ بينما كان نائماً".
في حديثه لموقع Caucasian Knot، قال شقيق المدون، محمد عبدالرحمنوف، إن المهاجم قد ضربه على رأسه لكنه لم يُصب بجروح بالغة وقاومه.
ورد متحدث باسم الكرملين الخميس 27 فبراير/شباط عن سؤال حول سبب الهجمات المتكررة ضد منتقدي قديروف، قائلاً: "نحن لسنا ميالين لعقد مقارنات"، مضيفاً أن الشرطة البولندية على الأرجح ستُجري تحقيقات بشأن الهجوم، لكن "لا نعتقد أنه حدث مهم بالنسبة لأجندة اهتمامات (الأخبار) في روسيا".
كان عبد الرحمنوف، ولديه عدد كبير من المتابعين لقناتيه بخدمة رسائل تيليغرام ويوتيوب، قد اتهم قديروف باغتيال علييف. قال المدوِّن لصحيفة The Times: "لا أريد أن أكون ضحيةً لقاتل مأجور أرسله قديروف. لست خائفاً ولكني أعلم أنهم لن يترددوا في قتل أطفالي".
أصابع الاتهام تشير إلى الرئيس قديروف
منذ 10 أيام، قال مصدر تابع للشرطة الفرنسية إنهم قد حددوا المشتبه به في قتل علييف على أنه رجل من الشيشان "يتعاون على نحوٍ وثيق مع قديروف". قال عبدالرحمنوف في وقت سابق إنه علم من أحد متابعيه على قناته على تيليغرام أن المشتبه به كان رجلاً في الرابعة والثلاثين من مدينة غوديرميس الشيشانية وكانت تجمعه روابط بأحد معاوني قديروف ويُدعى آدم ديليمخانوف.
بعد اغتيال علييف، قالت شخصيات معارضة شيشانية أخرى في الخارج إنهم في حالة تأهب وتيقظ. قال الصحفي الشيشاني موسى طيبوف (62 عاماً) الذي يعيش في مدينة ستراسبورغ الفرنسية وعرف علييف لخمسة أعوام، إن عملية الاغتيال قد سببت "مخاوف" لدى مجتمع المهاجرين في أوروبا.
بينما قال طيبوف، الحارس الشخصي السابق لجوهر دوداييف، الرئيس الشيشاني المتمرد الذي اغتُيل عام 1996، إنه كان يعزز تدابيره الأمنية المعتادة؛ إذ إنه لا يقابل أناساً بمفرده أبداً، ويرسل رفقاء له مسبقاً لمراقبة أماكن اللقاء ويستخدم جهازاً ليتأكد مما إذا كانوا يسجلون له سراً.
فيما أنكر قاديروف دائماً أن تكون له علاقة بالهجمات على منتقديه.